الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣٤ - الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٧ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر


مجازر الأسد.. الخطة (ب)





من المهم طرح تساؤل حول السبب الحقيقي الذي يدفع الأسد وقواته إلى ارتكاب مجازر في المناطق السنية وبهذه الدرجة من البشاعة. ولماذا يقع الاختيار على هذه المناطق من دون غيرها؟ القول بأن العملية هي انتقام طائفي تحمل جزءاً من الصحة، لكنها لا تمثل المشهد الأشمل والأكبر بحسب تقديري، وخصوصاً أن هذه المجازر تجلب الويلات للنظام السوري وتزيد من حدة الغضب والسخط عليه.

وكما قلت، فإن بعد الانتقام الطائفي موجود بكل تأكيد، لكن قوات الأسد، تسعى من خلال هذه المجازر إلى تحقيق هدف تراه استراتيجيا يتمثل في تطهير عرقي للمناطق التي تقع على حدود "الدولة العلوية" المفترضة التي يريد الأسد إقامتها باعتبارها الخطة "ب" بعد فشله في إخماد الثورة، وهذه المناطق بالنسبة الى الأقلية العلوية تعتبر "الوطن الجديد" بالنسبة اليهم، ولذلك فسوف يقاتلون من أجلها. هذا هو الفكر القائم لدى قوات الأسد، ولكنها لن تنجح في تطبيقه مهما ارتكبت من مجازر، والسبب هو أن الجيش الحر طبق استراتيجية معاكسة أنهكت قوات الأسد وحافظت في الوقت نفسه على الثورة. هذه الاستراتيجية تتمثل في سحب واستدراج قوات الأسد إلى مناطق ساخنة، وحينما يحدث الحشد تثور باقي المناطق، وكلما دخلت قوات الأسد منطقة ثم خرجت منها تعود إلى الثوران مرة أخرى، وبالتالي بات من المستحيل إخماد الثورة، وأيضاً من جانب آخر تلقت قوات الأسد ضربات قاتلة نتيجة تحركات الجيش الحر وقدرته على المناورة.

النظام السوري مرتبط بمعاهدة تعاون وصداقة مع روسيا منذ عام ١٩٧٢م، ويستطيع النظام السوري طلب المساعدة بناء على هذه المعاهدة، ومن المؤكد أن النظام السوري قام ويقوم بطلب المساعدة باستمرار، ومن المؤكد أيضاً كما نرى أن روسيا تدعم قوات الأسد بحسب ما تقتضيه معاهدة الصداقة، لكن روسيا في نهاية الأمر لا تستطيع أن تدخل في مواجهة مباشرة ومكشوفة مع الشعب السوري ومع الجيش الحر.

أما الولايات المتحدة الأمريكية فهي الآن لا يهمها أي شيء في العالم سوى فوز أوباما فقط، ولا تريد أي شيء يعكر صفو تحقيق فوز أوباما، وبعد ذلك لكل حادث حديث.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة