الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣٨ - السبت ٢١ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر

لماذا لن يسقط الأسد بالسرعة التي نتصورها؟





سألني أحد المتابعين يوم أمس عن سبب اعتقادي أن نظام الأسد لن يسقط بالسرعة التي نتصورها بعد اغتيال عدد من كبار قادته الأمنيين والعسكريين في تفجير مقر الأمن القومي بدمشق، وللإجابة عن هذا السؤال أود أن أتطرق إلى ٣ نقاط مهمة؛ الأولى: كيف نجح تفجير مقر الأمن القومي؟ والثانية: هل ستتكرر عملية تفجير مشابهة؟ والثالثة: ما الذي يملكه نظام الأسد في المرحلة الحالية؟

كيف نجح تفجير مقر الأمن القومي؟ إذا نظرنا إلى طبيعة تكوين الأجهزة التي تم استهداف قادتها في التفجير، كوزارة الدفاع ووزارة الداخلية وجهاز المخابرات العامة، فسنجد أنها أجهزة ومؤسسات مختلطة، بمعنى أنها تضم عناصر سنية وعلوية، وبالتالي فإن إحداث اختراق فيها من قبل الثوار ليس عملية صعبة لوجود الكثير من المتعاطفين والمؤيدين للثورة داخل هذه الأجهزة والمؤسسات بشكل يدفعها إلى التعاون مع الثوار وتزويدهم بالمعلومات حتى الاشتراك معهم في تنفيذ العمليات.

هل ستتكرر عملية تفجير مشابهة؟ أرى أنه من الصعب جدا أن تتكرر عملية من هذا النوع (بمعنى أن تتمكن من الوصول إلى قيادات رفيعة بهذا المستوى) لعدة أسباب، أولا: لأن نظام الأسد لم يكن يستبعد استهداف قادته في المؤسسات المختلطة طائفيا، وبالذات تلك التي بها أغلبية سنية. ثانيا: لأن باقي أجهزة الاستخبارات، الجوية والعسكرية وجهاز الأمن الرئاسي، هي أجهزة طائفية منغلقة ومقتصرة على الأقلية العلوية صعبة الاختراق. وبعد أن اتضح حجم الوصول الثوري في الأجهزة المختلطة وسهولة استهداف قادتها، فإن مساحة الحذر والحيطة سوف تزداد في داخل الأجهزة العلوية ذات الولاء الشديد والتام.

ما الذي يملكه نظام الأسد حاليا؟ نظام الأسد يملك ما يساعده على البقاء بل إلحاق الضرر الكبير بالثوار الذين لا أظنهم يغفلون هذه الحقيقة، إذ بحسب تقديرات خبراء استراتيجيين وتقارير عسكرية، يمتلك الأسد حتى الآن ٨ من فرق المدرعات و٣ فرق ميكانيكية وأيضا وحدات مستقلة، ويرجح أن قوام عناصر جميع هذه الفرق والوحدات يبلغ أكثر من ١٠٠ ألف ينتمون جميعهم إلى الطائفة العلوية الشديدة الولاء للأسد، وهم على استعداد تام للقتال بضراوة حتى النهاية، أخذا بعين الاعتبار أن الفرقة رقم ١٤ وحدها تقع تحت قيادتها ٣ أفواج من قوات التدخل السريع و١٠ أفواج متخصصة في حرب المدن والشوارع.

ما أريد أن أقوله من خلال هذا العرض: ان نظام الأسد لايزال قادرا وبدرجة كبيرة على البقاء، وان التفجير الأخير رغم قوته وتأثيره في هز أركانه وضرب الروح المعنوية لجنوده، فإنه من ناحية أخرى أسهم في زيادة الحذر والفرز الطائفي والتخندق الولائي في صفوف أجهزة الاستخبارات والقوات العسكرية، بشكل سيصعب من مهمة الثوار في المرحلة المقبلة.













.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة