الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣٧ - الجمعة ٢٠ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر

الحذر من الاستخبارات الجوية







علينا عدم إغفال حقيقة أن وزير الإعلام السوري في ظهوره الأخير للتعليق على حادت تفجير مقر الأمن القومي الذي أودى بحياة ٣ من كبار مسئولي النظام السوري قد اتهم "جهات خارجية" بالضلوع في حادث التفجير، وقال صراحة إنه يتهم استخبارات "السعودية وقطر" من بين دول الخليج في الوقوف خلف استهداف القيادات العسكرية والأمنية. ومن الناحية الاستراتيجية، فإن تصريح وزير الإعلام السوري لا يمكن أن يمر علينا مرور الكرام، وأن يكون لدى دول الخليج حذر شديد من نية أجهزة الاستخبارات السورية.

لقد قلنا في مقال سابق إن المرحلة المقبلة على دول الخليج ستكون في غاية الخطورة، وأن الخلايا النائمة التي قد يمتلكها النظام السوري في الخليج ستنشط بشكل كبير خلال هذه المرحلة، وليس من المستبعد إطلاقاً أن تطلق أجهزة الاستخبارات السورية العنان لخلاياها وعملائها لبدء العمليات التخريبية في دول الخليج، أو لاقتناص أي فرصة لإحداث الضرر على أراضي دول الخليج، ولم يكن تصريح وزير الإعلام السوري حول ضلوع "جهات خارجية" في تفجير مقر الأمن القومي إلا تلميحاً بأن النظام يعتزم "الرد" على هذا التفجير. إن النظام السوري يحصن نفسه بعدد من أجهزة المخابرات، منها جهاز المخابرات الجوية برئاسة الجنرال "جميل حسن"، ويعتبر الجهاز الأكفأ والأقدر والأكثر تجهيزاً وخبرة، وأيضاً جهاز المخابرات العامة الذي كان يرأسه "آصف شوكت" وهو أحد من تمت تصفيتهم ضمن القادة الأمنيين، وجهاز المخابرات العسكرية برئاسة الجنرال "عبدالفتاح قدسية"، والذي إن كان أقل كفاءة من المخابرات الجوية إلا أنه شديد القسوة والبطش والغلو في تنفيذ الأوامر، وهناك أيضاً جهاز الأمن الرئاسي الذي يتولى أمن وسلامة الرئيس السوري بشكل مباشر، ويرأس هذا الجهاز الجنرال "ذو الهمة شاليش"، وربما قليل منكم من سمع بهذه الأسماء لأنها قليلة الظهور إعلامياٌّ، إلا أنه من المتوقع أن تتكرر على مسامعنا خلال المرحلة القادمة هذه الأسماء الثلاثة المحورية، الأول هو الجنرال جميل حسن رئيس المخابرات الجوية، والثاني الجنرال عبدالفتاح قدسية رئيس المخابرات العسكرية، والثالث ذو الهمة شاليش رئيس جهاز الأمن الرئاسي، ومعهم آخرون.

المعلومات أعلاه مهمة جداٌّ كي نعلم بأن التفجير الذي أودى بحياة ٣ من كبار القادة لا يمكن أن يؤدي إلى إسقاط النظام السوري في هذه المرحلة بسبب وجود قادة آخرين يقومون على أجهزة أمنية واستخبارية شرسة سوف تسعى إلى تأمين شخص الرئيس السوري من ناحية، وإلى شن حرب على الدول التي يعتبرها النظام السوري من بين أعدائه، ومن المؤكد أن دول الخليج، كلها أو بعضها، ستكون عرضة للاستهداف من خلال أجهزة المخابرات التي يأتي في مقدمتها جهاز المخابرات الجوية برئاسة الجنرال جميل حسن













.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة