الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٥ - السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٩ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر

حين تعجز الديمقراطية عن توفير ٣ دولارات ونصف..!





نشرت «أخبار الخليج» يوم أمس على نفس هذه الصفحة خبراً من ولاية البنجاب بشمال غرب الهند، حيث فقدت طفلة رضيعة حياتها إثر نزع أجهزة الإعاشة عنها من قبل طاقم المستشفى الذي ولدت فيه، وذلك لأن والدها كان عاجزاً عن دفع ٢٠٠ روبية (٣ دولارات ونصف) قيمة فاتورة كهرباء جهاز الحاضنة. وقد قال والد الطفلة إنه قد توسل لطاقم المستشفى كي يبقي طفلته الرضيعة في الحاضنة الكهربائية لأنه لم يكن يملك قيمة الفاتورة، لكنهم رفضوا الاستماع إليه وتوفيت طفلته ليلة الأربعاء الماضي.

الهند، هذه الدولة العظيمة، بكل ديمقراطيتها وحضارتها، لم تتمكن من إنقاذ حياة طفلة رضيعة مقابل ٣ دولارات ونصف، ولم تتمكن من أن توفر لوالد الطفلة القدرة على دفع فاتورة حاضنة الكهرباء. وبمقارنة بسيطة، بين الهند العظيمة والبحرين، فسنجد أن مثل هذا المشهد الذي حدث في الهند، من عجز والد الطفلة الرضيعة عن تسديد قيمة الحاضنة الكهربائية، وقيام طاقم المستشفى بفصل الجهاز عن الرضيعة التي دفعت حياتها مقابل ذلك، هو مشهد لا يمكن أن نراه هنا.

لقد وفرت البحرين لمواطنيها خدمات صحية مجانية وعالية الجودة، وعملت منذ أكثر من ٤٠ عاماً على تنفيذ وتوفير كل الخدمات الأساسية ومشاريع البنية التحتية التي تصدرتها الخدمات الطبية والتعليمية. إن الديمقراطية لا تعني صندوق الاقتراع فقط، بل تقاس بمؤشرات متعددة من بينها قدرة الدولة على توفير الخدمات الممتازة لمواطنيها ورعايتهم التامة والحفاظ على صحتهم وحياتهم عبر خدمات طبية متقدمة، وأن تكون هناك من الإنسانية والرحمة لدى مؤسسات الدولة الصحية ما يحول دون قتل طفلة رضيعة فقط بسبب عجز والدها عن دفع قيمة كهرباء حاضنة طبية.

ولهذا فإنه من حقنا أن نسأل: ما الذي يريده هؤلاء الذين يحرقون البلد كل يوم ويقطعون الطرقات على أهلها ويستهدفون مصالح الناس وأرزاقهم ويخربون بلدهم بأيديهم رغم كل ما وفرته لهم الدولة من خدمات أساسية لا يجدها الإنسان الذي يعيش في أعرق ديمقراطيات العالم؟ ولماذا لا يفكر هؤلاء ولو للحظة بعقولهم وبصائرهم ليروا حجم الاختلاف الشاسع بين بلدهم الذي يعيشون فيه وبقية البلدان؟

أخيراً أقول رحم الله تلك السيدة الألمانية التي قالت: «أنتم في البحرين لديكم كل شيء، التعليم والإسكان والصحة وباقي الخدمات كلها مجانية، فلماذا يقوم بحرينيون بإيذاء وطنهم بهذه الطريقة؟».















.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة