الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٦ - الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر

مسلسل «عمر»





أتابع مسلسل «عمر» كل يوم. صحيح أن الخلاف والاختلاف حول عرضه قد ضرب أطنابهما في شرق وغرب الوطن العربي، غير أن المؤكد أن هدف هذين الخلاف والاختلاف قد جسّدا حب الجميع لسيدنا عمر بن الخطاب رضوان الله عليه. الأزهر الشريف، وهيئة كبار علماء المسلمين، اتفقا على عدم جواز عرضه والبعد عن تجسيد سيدنا عمر وغيره من كبار الصحابة تحاشيا لأي فتنة وغلقا لأي باب قد يفتح فتدخل من خلاله أعمال تجسد الأنبياء مستقبلا. وإني لأرى في هذا الرأي صوابا وحكمة. وفي مقابل ذلك رأى عدد من العلماء جواز عرضه لكون المنفعة أكبر من الضرر.

وعليه، فإن المتفق عليه من هذا الخلاف هو حب الفاروق عمر بن الخطاب، وأتمنى أن يكون لكل من اجتهد سواء أخطأ أو أصاب أجره عند الله. لكن أما وقد تم عرض المسلسل، فقد وجدت نفسي مرتاحا لمشاهدته، وخصوصا بعد الحلقة الأولى التي وجدت فيها إتقانا من جميع النواحي: في التمثيل والإخراج والتصوير والنطق واللغة والسيناريو وغير ذلك. العمل جبار فعلا، ومشاهدته لا ينبغي أن تكون من باب الإعجاب فقط بل أيضا حرصا على نقد وإثارة أي أخطاء تاريخية في سيرة الفاروق، وهذه مهمة علماء السيرة والحديث والمؤرخين من مشايخ المسلمين، سواء أولئك الذين يميلون إلى رفض عرض المسلسل أو القبول بعرضه.

ربما يكون من الخطأ «فنيا» المقارنة بين فيلم سينمائي ومسلسل تلفزيوني، مع الأخذ بالاعتبار الفارق الزمني بينهما، لكن لكون أقرب نموذج فني لمسلسل «عمر» من حيث ضخامة الإنتاج هو فيلم «الرسالة» للراحل مصطفى العقاد، فإن مشاهد تعذيب ضعاف المسلمين بعد انكشاف أمر إسلامهم وأيضا الهجرة إلى الحبشة ثم خروج المسلمين العلني وتحديهم كبار سادة قريش، فإن مسلسل «عمر» قد تفوق بمراحل كثيرة على مشاهد فيلم «الرسالة» في إتقان المَشاهد.

المسلسل حقق انتشارا واسعا، ليس عربيا بل إسلاميا ودوليا، ونسخ المسلسل بيعت بمختلف اللغات العربية والتركية والماليزية والاندونيسية. ورغم أني لست من عشاق المسلسلات ولا أستطيع في الأساس الالتزام بمتابعتها، فإني بطريقة ما وجدت نفسي ملتزما بانتظار مسلسل «عمر» كل يوم.













.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة