الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٨ - الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر

الموت فيما نستنشقه.. والدولة تتفرج







بعيداً عن حقيقة كون حرق إطارات السيارات في شوارع البحرين وعند مداخل المدن والقرى ضرباً من ضروب التخريب والترهيب للمواطنين والمقيمين، يبدو أننا قد أغفلنا المخاطر المميتة التي تحيق بنا بسبب حرق الإطارات بشكل يومي، وخصوصاً أن الكمية التي يتم حرقها على يد المخربين في البحرين هائلة جداٌّ ولم تتوقف منذ التسعينيات وزادت وتيرتها بشكل كبير خلال العام الماضي وهذا العام.

لإدراك حقيقة هذه المخاطر، استعنت بمقالة للزميل د. زكريا خنجي تحت عنوان "هل حرق الإطارات خطر على الصحة؟" تم نشره في عموده "بقعة ضوء"، وهو باحث متخصص في مجال البيئة، واسمحوا لي أن أقتبس من مقاله بعض النقاط المهمة التي ربما لم ينتبه إليها الكثيرون حول ما ينتج عن حرق الإطارات ومدى الخطورة التي يتسبب بها على حياة الناس وصحتهم:

أولاً: ينتج عن حرق إطارات السيارات غاز ثاني أكسيد النتروجين، الذي يسبب العديد من أمراض الجهاز التنفسي، وخاصة مرض ضيق التنفس.

ثانياً: ينتج عن حرق إطارات السيارات غاز ثاني أكسيد الكبريت الذي يسبب أيضاً مصاعب في الجهاز التنفسي وضيق التنفس. وهذا الغاز كان من أهم العوامل الخطرة في موجة الإصابات في بريطانيا وبعض الدول الأوروبية لدى ازدياد مستويات الدخان المضبب في الخمسينيات، ويُعتقد أنه مسئول عن ٣٥٠٠ حالة وفاة مبكرة سنويًا.

ثالثاً: ينتج عن حرق إطارات السيارت غاز البوتاديين، والذي يمكن أن يكون أحد أسباب السرطان، كما يمكن أن يصاب العمال الذين يتعرضون له أثناء العمل إلى خطر الإصابة باللوكيميا وسرطان النخاع العظمي.

رابعاً: ويتسبب حرق إطارات السيارات في وجود دقائق أو جسيمات عالقة، وهذه المواد يمكن أن تتسبب في أمراض الرئة، ويشير الخبراء إلى مسؤوليتها عن حدوث وفيات مبكرة تبلغ ٨ آلاف حالة في بريطانيا وحدها. كما قد تقود إلى حدوث أمراض القلب، ويعتقد أن الجسيمات الأصغر التي يبلغ قطرها ٢,٥ ميكرون قد تكون أكثر خطورة عن مثيلاتها الأكبر حجمًا.

خامساً: ينتج عن حرق إطارات السيارات انبعاث غاز (الديوكسين) الذي ينتج من حرق كل أنواع البلاستك، وهو غاز سام وخطير ويؤثر على القدرة على الإنجاب ويتسبب في تشوهات عند الولادة والسرطان في الحيوانات.

إذن هذه جملة من المخاطر الصحية المميتة التي يجلبها لنا قطاع الطرق في البحرين، وإذا كان هؤلاء غير مكترثين بما قد يحل بالناس نتيجة ما يفعلونه كل يوم من حرق للإطارات في مختلف مناطق البحرين، وخصوصاً أنهم يدعون أن مسيلات الدموع (تقتلهم) في حين أنهم يحرقون الإطارات ويطلقون أدخنتها السامة في هوائنا كل يوم، فإن على الدولة أن تضطلع بمسئولياتها وتحافظ على حياة الناس وصحتهم من خلال فعل كل ما يلزم لإيقاف هذا التلاعب الخطر.













.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة