الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٩ - الأربعاء ١ أغسطس ٢٠١٢ م، الموافق ١٣ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

"الوفاق".. وسياسة "الحمل الوديع" أمام الشياطين!





"ضربني وبكى وسبقني واشتكى".. هذا المثل ينطبق على جمعية "الوفاق" الإسلامية والجمعيات السياسية الأخرى التي ترتمي في أحضانها.. فهي لا تكف عن استجداء "الوساطة" الخارجية للدخول في الحوار الوطني مع الدولة وبقية مكونات المجتمع البحريني.. مرة عبر نافذة أمريكية، ومرة أخرى عبر نافذة بريطانية، وسبقتها محاولة لفتح نافذة كويتية، وحاليا يستجدون "وساطة تونسية"! وهم يدركون أن الحل ليس في يد هؤلاء القادمين من الخارج.. انما الحل يكمن في "الداخل".. الحل في يدهم أنفسهم قبل غيرهم.

"الوفاق" قبل أن تدخل مشروع مصالحة مع "الدولة" عليها أن تدخل مشروع مصالحة حقيقية مع بقية مكونات المجتمع المدني البحريني، والأغلبية من الشعب البحريني الذين لاتزال قلوبهم مفطورة من الانقلاب الطائفي الذي قادته "الوفاق" وجمعيات "حزب الله" بالبحرين في فبراير ,.٢٠١١ وأن تتصالح "الوفاق" مع هؤلاء قبل مصالحتها مع "الدولة".. ولا نعني هنا الطائفة السنية الكريمة فقط، بل قطاعا كبيرا جدا من الطائفة الشيعية الكريمة التي مارست "الوفاق" بحقهم جميع صنوف الاساءة والتخوين والإضرار بمصالحهم وأمنهم في منازلهم وتهديد حياتهم بالخطر، تماما مثلما فعلت مع الطائفة السنية.. لا لشيء الا لكونهم يختلفون مع سياسة "الوفاق" وجمعيات "حزب الله" التصعيدية وتأزيم الأوضاع السياسية والأمنية في البحرين.

مسألة أخرى يجب على "الوفاق" والجمعيات الأخرى المتحالفة معها القيام بها، ليس فقط رفضها اللفظي للعنف، بل التحرك مع "الدولة" وبقية مكونات المجتمع المدني في التصدي لأعمال العنف، عبر النزول إلى الشارع، وعبر منابر الخطابة السياسية والدينية، وعبر المنتديات الاعلامية لايقاف عجلة العنف والتخريب، والمساهمة في ضبط "خلايا المتفجرات" السرية.. وحين يراكم الآخرون تتصرفون بصدق وقناعة حقيقية في هذه المسألة، سوف يضعون أيديهم في أيديكم، ويدخلون معكم حوارا مبنيا على الثقة المتبادلة.

لكن المشكلة أن "الوفاق" تريد أن تظهر نفسها في صورة "الحمل الوديع" في اللعبة السياسية، من خلال تشجيع أعمال العنف والتخريب التي تنسبها إلى "آخرين" في صورة "الشياطين المتطرفين"!

مرة يسربون معلومات تبريرية مثل "انهم فقدوا السيطرة على الشارع"! ومرة يقولون "انهم ضد العنف ومع الحوار السلمي، وان يكون مقتصرا عليهم مع الدولة"!.. كيف يصدقكم الآخرون وأنتم تدفعون جمهوركم إلى الخروج في ٢٥ مسيرة غير مرخصة.. وفي شهر رمضان وعز الصيف الملتهب؟!

قبل ان تفتشوا عن نوافذ للحوار من الخارج.. صححوا أخطاءكم في الداخل.. لن تفيدكم "إيران" ولا ولاية الفقيه والمرشد الأعلى الايراني.. أهلكم في البحرين هم "عزوتكم".. فهل تفعلون؟!

















.

نسخة للطباعة

شـــكرا للمحامي.. تمخضوا فولدوا فأرا!

في خطاب أرسلته السيدة أنديرا غاندي في عام 1957 إلى دوروثي نورمن ـــ وهي صحفية وكاتبة ومصورة أمري... [المزيد]

الأعداد السابقة