الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦١ - الخميس ٢٦ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٣ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

«أنور عبدالرحمن» لدى لقائه الوفد الإعلامي الفرنسي:

الإعلام الغربي «المتحيز» ضد البحرين يقدم هدية يومية إلى «آية الله» في إيران





استقبل رئيس تحرير «أخبار الخليج» الأستاذ أنور عبدالرحمن صباح أمس وفدا إعلاميا فرنسيا من مؤسسة (IMCA) الدولية للاستشارات الإعلامية.. ويقوم الوفد بلقاء عدد من كبار الصحفيين والإعلاميين في البحرين وزيارة بعض المؤسسات الإعلامية بهدف التعرف على الخطاب الإعلامي البحريني وآراء الإعلاميين تجاه التغطية الإعلامية للأحداث في البحرين محليا وعالميا.

وأكد الأستاذ أنور عبدالرحمن أن البحرين تعرضت لظلم كبير في تغطية الأحداث التي شهدتها المملكة العام الماضي وخاصة من جانب الإعلام الأوروبي، واتهمه بالتضليل وعدم المصداقية بعد أن فقد أغلب الصحفيين في أوروبا والمملكة المتحدة على وجه الخصوص المعايير الأخلاقية والمهنية اللازمة للعمل الصحفي النزيه والمحايد، مؤكدا أن أغلبيتهم يتحرك من منطلق أجندة فكرية أو سياسية معينة بحثا عن مصالحه وأهدافه وليس نقلا للحقائق.. كما أن بعضهم يرتبط بصداقات ربما تؤثر على وجهة نظره في نقل الحقيقة.

وقال عبدالرحمن: «نعلم أن صورة البحرين في الإعلام الغربي أصابها الكثير من التشوه بفعل هؤلاء الذين ظلموا الشعب البحريني وظلموا هذا الوطن بكل ما فيه من اعتدال فكري وسياسي، وراحوا يساندون الأنظمة الدينية المتطرفة في المنطقة بمثل هذه الممارسات».

وأكد عبدالرحمن «الإعلام الغربي يقدم هدية يوميا على طبق من ذهب إلى آية الله في إيران بسبب تحيزه الظالم وغير المبرر ضد البحرين، ونحن نؤكد لكم بما لا يدع مجالا للشك أن إيران تلعب دورا جوهريا في الأحداث الطائفية التي تشهدها البحرين».

وأوضح أن بعض الصحفيين الأجانب زاروا البحرين، وهم يجلسون في المقهى أو في ردهة الفندق ويؤلفون القصص ويلفقون الأكاذيب عما يحدث في البحرين ويرسلونها إلى صحفهم، من دون أن يبذل أيّ منهم الجهد الكافي للتيقن من هذه الأخبار التي يرسلها، أو حتى التعرف على الجانب الآخر من الأحداث.

وقال رئيس تحرير «أخبار الخليج»: إن أوروبا التي يفترض أنها الداعم والمساند للفكر المستنير في العالم راحت تدعم أفكار المتشددين والأنظمة المتطرفة، بل وتحاول أن تنكس رؤوس أولئك الذين تجب عليها مساعدتهم.. وإعلامها يمارس أشد أنواع الجريمة ضد البحرين ويتجاهل ما يفعله أنصار المعارضة من أفعال عنف مشينة تجاه الشرطة والمواطنين، وقال «لو كانوا في أي دولة أوروبية لألقت الشرطة القبض عليهم فورا وزجت بهم في السجون، لكن البحرين لو فعلت ذلك لقامت عليها منظمات حقوق الإنسان ولم تقعد».

مستشهدا بالصور المنشورة في صحيفة «أخبار الخليج» أمس لعناصر مخربة من المعارضة وهم يحملون عبوات المولوتوف أمام أعين الشرطة.

وطالب عبدالرحمن الإعلاميين الفرنسيين بأن ينقلوا إلى مجتمعاتهم وصحفييهم أنه يجب عليهم أن يتحلوا بالصدق والمهنية عند نقل الأخبار، ولاسيما أن خبرا كاذبا واحدا يمكن أن يقضي على دولة بأكملها.. وتابع: «هناك شيء ما يحدث غير منطقي في الصحافة الأوروبية على المستوى المهني والأخلاقي والثقافي، نحن لا نتفهمه ولا ندرك أبعاده، وماذا يريد تحديدا؟!».

ضم الوفد الخبيرين الإعلاميين (باسكال جوزيف) و(فرانسوا رينيفير) يصاحبهما الدكتور (إيلي فلوطي) مستشار التطوير الإذاعي والتلفزيوني بهيئة شئون الإعلام البحرينية، وتأتي الزيارة ضمن تنفيذ توصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق «لجنة بسيوني» بتطوير وسائل الإعلام البحرينية، والمنظومة القانونية والتشريعية التي تحكم العمل الإعلامي في البحرين بكل مستوياته.

حضر اللقاء الكاتب الصحفي بـ «أخبار الخليج» الأستاذ سيد زهره والكاتبة الأستاذة سميرة رجب، وكريم حامد الصحفي بالجريدة.

وتناول اللقاء العديد من المحاور الأخرى.. ووجه الإعلاميان الفرنسيان مجموعة أسئلة إلى الحضور شملت دور وكالة أنباء البحرين كجهة حكومية في متابعة الأحداث وتوفير المعلومات للصحف، ودور الإعلام الخارجي البحريني إبان الأحداث، والوضع الاقتصادي للمؤسسات الصحفية ودور الإعلان الصحفي وتأثيره، وشبكات التواصل الاجتماعي وكيفية التعامل معها، والإطار القانوني الذي يحكم العمل الإعلامي في البحرين ورأيهم في ميثاق الشرف الصحفي الذي تم تدشينه مؤخرا.

وأعطى الوفد الفرنسي اهتماما كبيرا لقضية تدريب الصحفيين في البحرين، وأكد الإعلامي الفرنسي «باسكال جوزيف» أهمية توفير المؤسسات الإعلامية لتدريب متواصل للعناصر الصحفية المختلفة بحيث لا تسيطر عليهم الأفكار السياسية المتطرفة والانتماءات المذهبية في تناول العمل الصحفي وخاصة في نقل الأخبار التي يفترض أن يكون الصحفي فيها محايدا.

ودعا الإعلامي فرانسوا رينيفير إلى ضرورة مخاطبة الإعلام الخارجي في الدول الأوروبية بلغته مشيرا في هذا الصدد إلى نقص المعلومات لدى الإعلام الأوروبي الذي ربما يكون سببا في ضعف التغطية، وتساءل عن دور الإعلام الخارجي البحريني في تناول الأزمة ومد وسائل الإعلام بالمعلومات اللازمة، وهو ما أوضح المجتمعون أنه لم يكن على المستوى المطلوب.

وقالت الكاتبة سميرة رجب إن تطوير الإعلام والصحافة في البحرين يجب أن يكون في مرتبة متقدمة للغاية، ومن أولويات الدولة، وربما يأتي بعد التعليم مباشرة أو مساويا له، لما للإعلام من دور بارز وواضح في تشكيل الفكر والتأثير على مجريات الأحداث، وقالت إن الصحفيين في البحرين ينطلقون من توجهات ثقافية ودينية واجتماعية معينة تشكل خليطا يتحكم في أسلوب عملهم، وهو ما يجب أن يتم تغييره لتكون المهنة بأخلاقها وأدبيات ممارستها هي المتحكم الأول في الوازع الصحفي والأداء المهني للصحفيين.

وشدّدت رجب على توفير قانون متعادل متوازن يحقق الحماية للصحفيين ويوفر لهم حرية تدفق المعلومات، في ذات الوقت الذي يحافظ فيه على المجتمع ويضع له المحصنات، أما تعمد الكذب أو التلفيق من قبل الصحفيين واستغلالهم لأداة الإعلام المؤثرة في الكذب والتضليل للمجتمع، فهو أمر مرفوض لا يقبله المنطق.

وقال الأستاذ أنور عبدالرحمن إن الأخبار الكاذبة والتقارير المضللة أشد فتكا بالمجتمعات من القنابل ويمكنها أن تدمر دولة كاملة، لكن الصحفي المضلل الكاذب لا يجد من يحاسبه، في الوقت الذي يحاسب فيه كل من يخطئ سواء كان طبيبا أو مهندسا أو طيارا أو ضابطا.

وتابع: «نحن لا نريد تعليق المشانق للصحفيين، بقدر ما نريد أن يعلموا قيمة وأهمية هذه المهنة فلا يتهاونوا بالكلمة التي هي سلاح في أيديهم».

ومن جانبه تناول الأستاذ سيد زهرة ظاهرة الإعلام الاجتماعي والمواقع الإلكترونية وكيفية التصدي لهذا الفيض من المعلومات التي لا يوجد عليها رقيب ولا يحكمها أي وازع مهني أو ضمير، مؤكدا أن السيطرة على وسائل الإعلام الاجتماعي من أصعب ما يمكن وتأثيراتها على المجتمع في غاية الخطورة في ظل الطفرة التكنولوجية وسهولة تلفيق الصور والمعلومات باستخدام التكنولوجيا الحديثة.

كما تطرق بالحديث إلى تقرير بسيوني مبينا أن ما تناوله التقرير عن أوضاع الصحافة في البحرين ليس دقيقا، واتهام الصحفيين بمحاباة الحكومة ليس صحيحا، لأنهم في واقع الأمر لا يدافعون عن الحكومة بل يدافعون عن الأمن القومي لهذا البلد الذي تعرض -ولا يزال- لمؤامرة مترامية الأطراف للنيل منه.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة