الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦٦ - الثلاثاء ٣١ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٨ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

بعد تطاول رئيس البرلمان الإيراني السابق على السعودية

انسحاب الوفود البرلمانية الخليجية من مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي





في سابقة خطيرة انسحبت وفود الشعبة البرلمانية بمجالس الشورى والوطني والأمة والنواب بدول مجلس التعاون الخليجي الجلسة الافتتاحية لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والاجتماعات الأخرى المصاحبة لها والمنعقدة حاليا في بالمبانغ - بالجمهورية الاندونيسية في الفترة من ٢٤ إلى ٣١ يناير ٢٠١٢، على اثر كلمة القاها رئيس البرلمان الإيراني السابق الشيخ ناطق نوري تطاول خلالها على قيادة المملكة العربية السعودية في تدخل سافر في الشؤون الداخلية لدول الجوار.

ومن جانبه ابدى رئيس البرلمان الإندونيسي الدكتور مرزوقي علي خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر امتعاضه ورفضه التام لما بدر من الوفد الايراني المشارك، مؤكداً ان الهدف الاساس من انعقاد المؤتمر هو الدفع بالوحدة ولمّ شمل المسلمين وعدم التفريق بينهم، والابتعاد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة اسلامية صديقة، مقدماً اعتذاره البالغ لما حصل، الأمر الذي دفع بممثلي الوفود الخليجية المشاركين للعودة إلى قاعة الاجتماع مجدداً.

وقد افتتحت الجلسة تحت رعاية وبحضور رئيس الجمهورية الاندونيسية، وقد بدأت اعمال الدورة التي ترأسها رئيس البرلمان الإندونيسي الدكتور مرزوقي علي باستعراض البنود المدرجة على جدول الأعمال والتي تمت مناقشتها، وخلال الجلسة قدم العضو السيد حبيب مكي هاشم رئيس الوفد كلمته رحب فيها بالضيوف وبحسن الاستقبال والضيافة، ثم اشار خلال كلمته إلى أوضاع مملكة البحرين وما شهدته البحرين من أحداث مؤسفة في شهري فبراير ومارس من العام الماضي وما آلت إليه الأوضاع من آثارها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية على المملكة.

وأشاد العضو مكي بدور جلالة الملك في حل تلك الأزمة من خلال دعوته إلى حوار التوافق الوطني كنقلة نوعية في مسيرة مملكة البحرين ومن أجل دفع عجلة الإصلاح لمزيد من التطوير في كل المجالات، وتحقيق آمال شعب البحرين الكريم في السلم والعدالة والتنمية والتقدم في مملكتنا الغالية، ودور المؤسسة التشريعية ممثلة بمجلسي الشورى والنواب في هذا الحوار ومساهمتها في إمكانية التقريب بين وجهات النظر للخروج بمرئيات وقواسم مشتركة مما سيساهم في دفع عملية الإصلاح والتطور، وتعزيز الجسور القوية للمواطنة، وإظهار وتجسيد الإرادة للعمل الجماعي المشترك، سعيا إلى ايجاد توافق وطني والمصالحة الوطنية.

ومن جانب آخر أوضح سيد هاشم بأن مملكة البحرين قد تلقت إشادات دولية واسعة بتشكيل لجنة تقصي الحقائق والتي شُكلت بأمر ملكي والتي ضمت نخبة من الخبراء الدوليين المشهود لهم بالنزاهة والحيادية، وقد تم وصف قرار تشكيل تلك اللجنة بالخطوة الشجاعة والتاريخية والأنموذج الذي سينتهجه العالم بأسره في سبيل تحقيق المطالب المشروعة للشعوب وإعطاء كل ذي حق حقه. ويعد تشكيل لجنة مستقلة بحد ذاته إنجازاً تاريخياً يحسب لمملكة البحرين وقيادتها الرشيدة، وهي خطوة غير مسبوقة تترجم النية الخالصة والصادقة للقيادة تجاه شعبها الوفي لتحقيق تطلعاته ونمائه واستقراره.

وقد خرجت تلك اللجنة بتقرير تضمن حزمة من التوصيات بادرت الدولة في تنفيذها.

واستطرد العضو السيد حبيب مكي هاشم رئيس الوفد خلال المداخلة قائلاً: «اننا كبرلمانيين ممثلين لشعوبنا الإسلامية نضطلع بدور كبير في معالجة مختلف القضايا التي تواجه دولنا وشعوبنا، واهم القضايا هي القضية الفلسطينية».

وقد أوضح سيد هاشم بأنه وبعد سنوات من الحوارات الوطنية الفلسطينية والمبادرات العربية والإسلامية، والضغط الشعبي لإنهاء الانقسام الفلسطيني، بات بالإمكان تحقيق الحلم وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية من أجل صنع حدث سياسي فلسطيني تاريخي يعيد للشعب الفلسطيني وقيادته وحدته التي طال انتظارها.

واشار إلى أن المصالحة الوطنية هي الطريق الوحيد لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، فالقضية الفلسطينية أصبحت قضية إنسانية وعالمية، وإن حلها يكون بقيام الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية، كما أن المصالحة الوطنية تأتي في الوقت الذي يمر فيه الشارع العربي بموجة من التغيرات، بحيث بات الاتفاق ضروريا في هذه المرحلة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وإن إنجاز المصالحة في هذا الوقت يعتبر استجابة رسمية لتطلعات الشعب الفلسطيني بل وكل الشعوب العربية والإسلامية، وهو ما يعني الانتقال من مرحلة الانقسام والخلافات والتشتت والتمزق إلى مرحلة الوحدة وتوحيد الصفوف والتصدي بعزم وإيمان للمشروع الصهيوني الذي لا يؤمن بالآخر، ويعمل وفق نهج عنصري على نفي الشعب الفلسطيني من وطنه.

ومن جانب آخر استعرض سيد هاشم القضية العراقية حيث دعا إلى صون سيادة العراق من خلال تثبيت وحدتها ووحدة شعبها، لتحقيق الأمن والأمان للوصول بعد ذلك للتنمية الشاملة في هذا البلد العربي والإسلامي الرائد والكبير بإمكاناته المادية والبشرية، والتوافق من أجل تعزيز قيم السلام والوئام والشراكة، والابتعاد عن كل ما يمكن أن يؤدي إلى تعميق الفرقة ونبذ الطائفية وحفظ الوحدة الوطنية، ليتمكن الجميع معاً من إعادة بناء العراق والعودة به كما كان عزيزاً قوياً منيعاً مزدهراً، بالشكل الذي يرتضيه شعبه وبلا تدخلات خارجية.

يذكر أن الوفد يضم إلى جانب العضو سيد حبيب مكي هاشم رئيس الوفد، كلا من النائب عثمان محمد شريف الريس عضو مجلس النواب، والنائب علي حسن أحمد علي عضو مجلس النواب، والنائب عبدالحميد المير عضو مجلس النواب، يرافقهم من الأمانة العامة لمجلس النواب السيدة فاطمة زيد الزايد، ومن الأمانة العامة لمجلس الشورى السيد علي أحمد حاتم.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة