الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٤٠ - السبت ١٤ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٢٢ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

رئيس تجمع الوحدة الوطنية يحذر:
مسئولية الأمن من اختصاص «الداخلية»





نبه فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية جميع المواطنين المخلصين إلى أنه رغم الأسى الذي يصيب جميع المخلصين من أبناء هذا الوطن والمقيمين فإننا لا بد أن نسند الأمر إلى أهله.. فمسئولية تحقيق الأمن وضبطه هي من اختصاص وزارة الداخلية التي عليها أن تتحمل هذه المسئولية كاملة.

وقال فضيلته في خطبته أمس الجمعة : ليس لأي فرد من الأفراد أو مجموعة من الناس أن يحاولوا القيام بأي عمل من أعمال العنف أو التخريب ردا على ما يفعله أولئك المخربون.. لأن ذلك يصب في مصلحة قوى التأزيم والمخربين منهم.

وقال: لقد كان المخلصون للبحرين خلال ما يزيد على عام كامل واعين لمخططات قوى التأزيم، فلم يتصادموا معهم، ولم يذهبوا إلى أماكنهم حتى لا يستغل ذلك لاظهارهم بمظهر المعتدى عليهم والمظلومين.. فقد دربتهم منظمات القوى الخارجية التي اشتركت في التآمر على البحرين تدريبات مكثفة على كيفية تغيير الحقائق، وعلى الفبركات، وكيفية استخدام ذلك إعلاميا لمصلحتهم، وإظهار مظلوميتهم مع أنهم هم الظالمون.

وقال: علينا أن نصمد ونصبر على هذه الأحداث فمآلها الفشل بإذن الله تعالى، ونحن على يقين أنه سبحانه وتعالى «لا يصلح عمل المفسدين».

وقال أيضا: نحن نعلم أن اضعاف الاقتصاد الوطني كان هدفا من أهداف قوى التأزيم السياسي والديني منذ بداية تحركاتهم في العام الماضي.. غير أنهم في هذه الأيام يزيدون من وتيرة الأعمال الإجرامية بعد أن فشلوا في مخططهم لإقامة دولة دينية طائفية، لتشويه سمعة البحرين في الخارج إعلاميا، وعلى وجه الخصوص منع فعالية سباق السيارات الدولي.. وتخويف الناس من زيارة البحرين.

(التفاصيل)

في خطبته ليوم الجمعة بجامع عائشة أم المؤمنين بالحد أمس تحدث فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود عن أساليب المنافقين والصبر في مواجهة أعمال العنف قال:

النفاق مرض من الأمراض الخبيثة التي تجعل حياة من يصاب به حياة غير سوية، ويؤثر سلوك المنافق على نفسه وعلى أسرته وعلى المجتمع الذي يتعامل معه.

ومرض النفاق قد يكون مرضا فرديا يصاب به فرد من الأفراد في بيئة معينة، وقد يكون مرضا جماعيا يصاب به مجموعة تتجمع على أشخاصها أمام غيرها من الجماعات.

هذا المرض يكون باختيار من المنافق أو المجموعة وليس أمرا قدريا، إذ أن هذا المرض يتمثل في سلوك إرادي من الإنسان فهو يستطيع الفكاك منه والابتعاد عنه.

ومرض النفاق موجود في جميع المجتمعات، وكان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) مع المؤمنين به ممن أوذوا بالمنافقين في المدينة المنورة.

أنواع النفاق

والنفاق قد يكون نفاقا دينيا، وقد يكون نفاقا سياسيا يظهر من الدول، وقد يكون نفاقا اجتماعيا بأن يظهر الإنسان نفسه بمظاهر ليظن الناس به غير ما يبطن. وأخطر هذه الأنواع عندما يجتمع النفاق الديني مع النفاق السياسي.

النفاق يكشف نفسه

وللنفاق الديني سلوك يعرف به أصحابه، كشفه الله تعالى للنبي (صلى الله عليه وسلم) وللمسلمين أجمعين في مواضع متعددة من كتاب الله تعالى لكي يتعرف المسلمون على مدار التاريخ كيف يكتشفون المنافقين ويعرفون كيف يتعاملون معهم ولا يؤتوا من غرة.

في أول سورة البقرة (الآيات من ٨ ؟ ٢٠) كشف لأساليب المنافقين، وفي سورة سميت باسمهم وهي سورة المنافقون زيادة كشف عن أساليبهم، فما هي الأساليب التي بينها القرآن الكريم لسلوكيات المنافقين؟

سلوكيات المنافقين

السلوك الأول: الخداع، وهو إظهار المنافق الإيمان وإبطانه الكفر.

عن هذا السلوك يقول الله تعالى: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ. يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ. فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ».

السلوك الثاني: الإفساد في الأرض تحت مسمى الإصلاح.

يقول الله تعالى عن هذا السلوك: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ. ألا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ».

السلوك الثالث: وصفهم المؤمنين الحقيقيين بالأوصاف السيئة للتغطية على نفاقهم.

يقول الله تعالى عن هذا السلوك: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السلافَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السلافَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ».

السلوك الرابع: الاستهزاء بالمؤمنين.

يقول الله تعالى عن هذا السلوك: «وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إلى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ. اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدلاهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ».

السلوك الخامس: محاولة عدم اكتشاف المؤمنين لنفاقهم باستخدام الأيمان المغلظة على أنهم مع المؤمنين.

يقول الله تعالى عن هذا السلوك: «اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدلاوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ».

السلوك السادس: تحسين المظهر في الشكل والقول مع خبث الباطن.

يقول الله تعالى عن هذا السلوك: «وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ، وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ».

السلوك السابع: الخوف المستمر من انكشاف حقيقتهم.

يقول الله تعالى: «يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُولا فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ».

السلوك الثامن: العمل على إضعاف المؤمنين.

يقول الله تعالى عن هذا السلوك: «هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضلاوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ».

السلوك التاسع: وصف أنفسهم بأوصاف الفخار ووصف المؤمنين بأوصاف الصغار.

يقول الله تعالى عن هذا السلوك: «يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إلى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزلا مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ». لقد حذر الله رسوله (صلى الله عليه وسلم) من هؤلاء المنافقين وبين حقيقة اتجاهاتهم فقال: «هُمُ الْعَدُولا فَاحْذَرْهُمْ»، وفي ذلك تحذير لكل المؤمنين على مدى الحياة من النفاق والمنافقين سواء كان ذلك النفاق دينيا أو سياسيا أو اجتماعيا.

أشد النفاق خطرا اجتماع النفاق الديني مع النفاق السياسي.

فإذا اجتمع النفاق الديني مع النفاق السياسي فإن الخطر يكون أكبر ويجب أن يكون الحذر منه أكثر.

اللهم إنا نعوذ الصبر في مواجهة أعمال العنف

نشهد خلال هذه الأيام تصاعدا مقصودا لأحداث العنف وزيادة التفجيرات في الأماكن العامة والتجمعات المرتادة من قبل الناس، وزيادة التخريب في الأملاك العامة ومنها المدارس، وفي الأملاك الخاصة ومنها آلات سحب النقود لبعض البنوك.

نحن نعلم أن إضعاف الاقتصاد الوطني كان هدفا من أهداف قوى التأزيم السياسي والديني من بداية تحركاتهم في العام الماضي، غير أنهم في هذه الأيام يزيدون من وتيرة هذه الأعمال الإجرامية بعد أن فشلوا في تحقيق مخططهم لإقامة دولة دينية طائفية لتشويه سمعة البحرين في الخارج إعلاميا وعلى وجه الخصوص لمنع فعالية سباق السيارات الدولي، ومحاولة أخيرة لتخويف الراغبين في القدوم لزيارة البحرين سياحيا، لتحقيق ذات الهدف وهو إضعاف الاقتصاد الوطني والتأثير على الشارع التجاري.

ورغم هذا الأسى الذي يصيب جميع المخلصين من أبناء هذا الوطن والمقيمين فيه إلا أننا ننبه جميع المواطنين المخلصين إلى أننا لا بد ان نسند الأمر إلى أهله، فمسؤولية تحقيق الأمن وضبطه هو من اختصاص وزارة الداخلية التي تتحمل هذه المسؤولية، وليس لأي فرد من الأفراد أو مجموعة من الناس أن يحاولوا القيام بأي عمل من أعمال العنف أو التخريب ردا على ما يفعله أولئك المخربون لأن ذلك يصب في مصلحة قوى التأزيم والمخربين منهم.

لقد كان المخلصون للبحرين - خلال ما يزيد على السنة - واعين لمخططات قوى التأزيم فلم يتصادموا معهم ولم يذهبوا إلى أماكنهم حتى لا يستغلوا ذلك لإظهارهم بمظهر المعتدى عليهم والمظلومين، فقد دربتهم منظمات القوى الخارجية التي اشتركت في التآمر على البحرين تدريبات مكثفة على كيفية تغيير الحقائق وعلى الفبركات وكيفية استخدام أي حدث لمصلحتهم واستخدام ذلك إعلاميا لمصلحتهم وإظهار مظلوميتهم، مع أنهم هم الظالمون.

وعلينا أن نصمد ونصبر على هذه الأحداث فمآلها الفشل بإذن الله تعالى، ونحن على يقين أنه سبحانه وتعالى: «لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ». وأنه سبحانه كما قال: «وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ. لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُون».



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة