الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٤٠ - السبت ١٤ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٢٢ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين


خطيب جامع الخير يدين زيارة الرئيس الإيراني إلى جزيرة أبوموسى





قال الشيخ صلاح الجودر خطيب جامع الخير بقلالي في خطبة الجمعة أمس إن من عظيم الابتلاء تنكر القريب، وإساءة الصديق، وتعدي الجار، ويعظم البلاء ويشتد حينما يمارس الكذب والزور والبهتان لقلبِ الحقائق، وتشويه الوقائع، محاولاتٌ زائفة، وادعاءات باطلة، لسحقِ أمة بأكملها، بطمس هويتها العربية، واحتلال أراضيها بالقوة، والتاريخ يؤكد أن العقلية الفارسية التي حطم عرشها الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) لاتزال حاضرة للانتقام من العرب والمسلمين. بالأمس قام الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بزيارة جزيرة أبوموسى الإماراتية، زيارة لزيادة الكراهية للنظام الإيراني الذي مافتئ يتدخل في الشئون الداخلية لدول الخليج العربية، فما تشهده البحرين من مخططات تآمرية، وما تتعرض له الكويت والمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية واليوم الاستفزاز السافر لدولة الإمارات العربية المتحدة تأكيد المشروع الإيراني التوسعي لتغيير هوية المنطقة.

جزيرة ابوموسى هي أحدى ثلاث جزر إماراتية تم احتلالها من قبل إيران في نهاية الستينيات، أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، تبعد حزيرة أبوموسى عن الساحل الإيراني حوالي ٧٥كيلومترا، وعن ساحل الشارقة ٤٤ كيلومترا، مساحتها ٢٠ كم مربعا، طولها ٥ كم وعرضها ٩ كم، عدد سكانها أكثر من ١٠٠٠ نسمة من العرب، فيها مدرسة ومسجد كبير وقصر لنائب حاكم الشارقة، يعمل سكانها العرب بصيد السمك والرعي والزراعة، وهي تتبع إمارة الشارقة، موقعها الذي يطل على مضيق هرمز ومواردها الطبيعية كانت سبباً رئيسياً لاحتلالها من قبل النظام الإيراني الغاشم، فهي جزء لا ينفصل عن دولة الإمارات العربية المتحدة، وتسعى الإمارات إلى تسوية القضية عبر الوسائل السلمية، فإما الحوار المباشر وإما عن طريق محكمة العدل الدولية في لاهاي، وهذا هو الأسلوب الأمثل لحل النزاعات الحدودية، ولكن لأكثر من أربعين سنة من احتلال إيران للجزر الثلاث، أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى وإيران تتعنت وترفض التسويات. زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد جزيرة أبوموسى في هذا التوقيت بالذات هي رسالة إلى دول الخليج العربية جميعها بأن المشروع الإيراني التوسعي مازال قائماً على حساب دول وشعوب الخليج العربية، فهذه الزيارة استعداء لحكومات وشعوب المنطقة، إننا اليوم نؤكد أن الجزر الثلاث هي جزر إماراتية عروبية، لا تقل أهمية عن الأراضي العربية الأخرى المحتلة وفي مقدمتها فلسطين والقدس الشريف، لذا نرفض الوصايا الإيرانية أو الهيمنة الفارسية، فهذه الجزر لم يكن لغير العرب موطئ قدم فيها، والمزاعم الإيرانية جميعها باطلة، فالسجلات والوثائق التاريخية جميعها تثبت أن الجزر الثلاث هي عربية وتحكمها قبيلة القواسم في إمارة الشارقة. إن التاريخ يؤكد أن جزيرة أبوموسى عربية، تاريخياً وجغرافياً، لذا لا يمكن المزايدة عليها، حتى ولو زارها الرئيس الإيراني، فإن تلك الزيارة لن تغير من الحقيقة شيئاً، فهي زيارة غزو واحتلال، ونحن نرفضها ونشجبها لنسجل في التاريخ بأننا في البحرين نقف مع الشقيقة دولة الإمارات، وأبداً لم نسلم أبوموسى ولم نرضَ ولن نتنازل عنها. فاحتلال الأراضي وانتهاك المواثيق والأعراف واستفزاز الشعوب والحكومات لهو من أكبر المنكرات، وخاصة حينما يتعلق الأمر بالوطن، فمن ضيع وطنه وأرضه كمن ضيع شرفه وعرضه.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة