أكد السيد نواف محمد المعاودة المدير العام للمطبوعات والنشر أن قرار هيئة شؤون الإعلام بوقف بث القنوات الفضائية البحرينية على المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عرب سات) اعتبارًا من أول يونيو ٢٠١٢م، جاء احتجاجًا على عدم اتخاذها إجراءات قانونية بإغلاق الفضائيات الإيرانية العدائية والتحريضية، بالمخالفة للاتفاقية الثنائية والمواثيق العربية والدولية.

وأوضح إن الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس هيئة شؤون الإعلام سبق أن وجه خطابات عديدة إلى الرئيس التنفيذي لمؤسسة (عرب سات) على مدار ١٥ شهرًا منذ ٢٠ فبراير ٢٠١١م مطالبًا بوقف تجاوزات القنوات الفضائية الإيرانية، وما تبثه من أكاذيب ومغالطات وإساءات ضد البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة، وتشويه الدور الحيوي لقوات درع الجزيرة المشتركة في حماية المنشآت الحيوية والحدود والمواقع الاستراتيجية في المملكة.

وأوضح إن هذه القنوات، ولاسيما قناة العالم الإيرانية، لا تزال تبث سمومها الطائفية والتخريبية ضد البحرين ودول الخليج العربي، وتتهرب (عرب سات) من مسؤوليتها في إغلاقها بذريعة أنها متعاقدة بشكل غير مباشر أو ضمن الباقة المستأجرة من إيران لتغطية مناطق جنوب العراق والبحرين وأجزاء من الخليج العربي، وذلك بالرغم من دورها التحريضي الواضح والخطير، والذي أدانه الأمين العام لجامعة الدول العربية في بيان رسمي مؤخرًا.

واعتبر المعاودة ان تجاهل المطالب المشروعة بإغلاق قناة العالم هو أمر غير مقبول ولا يمكن تبريره بالنظر إلى تسلم الجهاز التنفيذي للعرب سات للأدلة الدامغة على التجاوزات، وإلزامه بقرار الجمعية العمومية في ١٨ إبريل ٢٠١٢ بمراقبة المحتوى الإعلامي، واتخاذ ما يلزم بوقف الفضائيات المخالفة، كما سبق للجهاز إغلاق قنوات أخرى لبثها مواد مخالفة عن السحر والشعوذة، وغيرها.

واستنكر المعاودة استمرار القنوات المملوكة لإيران والتابعة لها في تأجيج الطائفية وإثارة الأحقاد والكراهية والتحريض على العنف والإرهاب والخروج على القوانين والأنظمة في مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة، وتهديد أمن الخليج العربي والسلم الأهلي والاجتماعي، وإتاحة المجال أمام رؤوس الفتنة والجماعات المتطرفة في بث الأكاذيب والافتراءات.

وأكد أن طلب وقف إساءات هذه القنوات الطائفية والتحريضية هو حق قانوني بموجب أهداف اتفاقية (عرب سات)، والمواثيق والأعراف المهنية الإعلامية الدولية، ومن بينها ميثاق الشرف الإعلامي العربي لعام ٢٠٠٧م، ووثيقة «مبادئ تنظيم البث والاستقبال الفضائي الإذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية»، فضلاً عن المواثيق الحقوقية الدولية.

وأوضح إن اتفاقية عرب سات تفرض على المتعاقدين التزام المصداقية والموضوعية في المحتوى الإعلامي، وحظر المواد الإعلامية المسيئة إلى التضامن العربي والماسة بالسيادة الوطنية أو المحرضة على الطائفية والكراهية والعنف والإرهاب والتطرف، علمًا بأن البحرين ودول الخليج العربي من الدول المؤسسة للعرب سات وتملك أكثر من ٦٠% من رأسماله.

وأضاف أن العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية لعام ١٩٦٦م، والمنضمة إليه المملكة عام ٢٠٠٦م، ينص في مادتيه (١٩) و(٢٠) على حظر «أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف»، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لحماية الأمن القومي أو النظام العام، مشيرًا في ذلك إلى حظر هذه القناة على شبكات أمريكية وبريطانية، إدراكًا لخطورة دورها التحريضي على الكراهية والإرهاب.

وطالب المعاودة بوقفة عربية ودولية حاسمة ضد القنوات الفضائية العدائية والمحرضة على العنف والكراهية والعنصرية والإرهاب، حفاظًا على الرسالة السامية للإعلام وانطلاقًا من خطورة التحريض الإعلامي على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

ومن الناحية التقنية، أكد السيد نواف المعاودة المدير العام للمطبوعات والنشر أن بث قنوات البحرين التلفزيونية والإذاعية بدأ فعليًا عبر القمر الصناعي «نايل سات» على الزاوية ٧ درجات غربا، وهو حيز فضائي أفضل من حيث المتابعة الجماهيرية، والقابلية للتسويق وترويج المحتوى الإعلامي.

وأوضح ان تلفزيون البحرين تم ربطه عبر الألياف البصرية بالمشغل الجديد، وهو من أبرز الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال، حيث سيبث الباقة البحرينية إلى جانب قيامه ببث بعض قنوات شبكة خسد وأكثر من ٢٠٠ قناة أخرى، بسبب استخدام المشغل لأجهزة ترميز رقمي حديثة ذات موصفات عالية.

وأكد نواف المعاودة أن المواطنين والمعنيين يمكنهم مشاهدة الباقة البحرينية الإذاعية والتلفزيونية على القمر الصناعي نايل سات في نطاق التردد (١١٦٤٢) أفقي، إلى جانب استقبال قناة البحرين الرئيسة على العرب سات في نفس المدار الحالي ٢٦ شرقا عبر التردد (١٢٢٢٦) أفقي، ولكن عن طريق مشغل آخر، إلى جانب مشاهدة قناة البحرين الفضائية في القارة الأوروبية على القمر الصناعي «هوت بيرد» في الدرجة ١٣ شرقًا على التردد (١٢١٤٩) رأسي.