يجعل قادة البلاد الأوفياء نصب أعينهم دائما البحث عن كل خير يمكن ان يكون أو يتواجد في أي مكان على ظهر الدنيا لجلبه إلى الوطن وإلى كل المواطنين.. انهم الساعون دوما للعمل على تحقيق الازدهار المتواصل لاقتصاد البحرين والعمل على تقويته وتمتينه, وجذب الاستثمار والمستثمرين والمشاريع الاستثمارية إلى أرض الوطن.. ومن هنا فإنهم لا يتوانون عن السفر إلى كل دول العالم مهما تجشموا عناء السفر, ومهما يكون الجهد المبذول.. فكل شيء يهون من أجل المملكة ورفاهية شعبها.

ومن هذه المنطلقات كلها سوف يغادر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس التنمية الاقتصادية إلى جمهورية الهند الصديقة هذا الاسبوع يرافقه وفد من كبار رجال الأعمال البحرينيين من اجل مزيد من تمتين العلاقات التاريخية مع هذه الجمهورية الكبرى في كل الوجوه الاقتصادية.. ويعلق على هذه الزيارة وأبعادها السيد محمد داداباي رجل الأعمال المعروف قائلا:

تأتي هذه الزيارة ضمن سياسة الدولة الحكيمة التي تهدف إلى تطوير العلاقات الاقتصادية القائمة من خلال هذه الزيارات. وهي زيارة تأتي مكملة للزيارات الناجحة التي قام بها صاحب الجلالة الملك المفدى وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين للدول الفاعلة اقتصاديا في العالم. هذه الزيارة ستقطف ايضا ثمار الجهود التي يقوم بها مجلس التنمية الاقتصادية في الترويج لمملكة البحرين والفرص الاستثمارية فيها في الهند التي تربطها علاقات تجارية قديمة مع الخليج وخاصة مملكة البحرين. هنالك العديد من المؤسسات والشركات الهندية الكبيرة في الإمارات العربية المتحدة.. ان الهند ترغب في الاستثمار في البحرين نظرا الى المزايا العديدة التي يتمتع بها الاقتصاد البحريني بسبب اتفاقية التجارة الحرة بين البحرين والولايات المتحدة وقرب البحرين من المملكة العربية السعودية إضافة إلى القوانين والتشريعات الصديقة للاستثمار والبيئة المنفتحة وعدم وجود ضرائب على قطاع الأعمال والصناعة، اضافة إلى عامل آخر هو وجود جالية هندية من ابناء الهند الذين يعيشون في هذه المنطقة والذين ساهموا في نمو الاقتصاد البحريني.

ومن ناحيته يقول رجل الأعمال السيد إبراهيم الأمير: ترتبط منطقة الخليج وخاصة البحرين بعلاقات أزلية مع الهند وخاصة في النواحي الاقتصادية والتجارية وهذه الزيارة سوف تزيد من متانة هذه العلاقات القائمة أصلا وتضيف إليها بعدا جديدا. تربطنا حاليا علاقات شراكة مع العديد من الشركات الهندية المتخصصة في مجال الأغذية والخضراوات والفواكه وتصنيع المواد الغذائية والدواجن، ويمكننا ان نجذب هذه الشركات المتخصصة في هذا المجال إلى البحرين للمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من المنتجات الغذائية والدواجن. مثل هذه الزيارات التي تقوم بها القيادة الرشيدة سوف تسهم بلا شك في التطور والنمو الاقتصادي في مملكة البحرين وتعزز من مكانة البحرين باعتبارها واحة جاذبة للاستثمار في منطقة الخليج.

حجم التبادل التجاري

١,٧ مليار دولار

ومن ناحيته يقول رجل الأعمال البحريني السيد خالد الأمين أحد أعضاء الوفد الاقتصادي المرافق لسمو ولي العهد في زيارته للهند: أؤكد ان صاحب السمو يرى في هذه الزيارة تحقيقا لأهداف هامة وكبرى على رأسها تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية مع دول آسيا بأكملها.. حيث يفرد سموه مكانة خاصة لجمهورية الهند الصديقة نظرا الى أنها تعد شريكا اقتصاديا قديما وواعدا منذ ما قبل عصر النفط بكثير.

ثم يقول خالد الأمين: وأنا أرى ان هذه الزيارة مهمة جدا وستكون نتائجها مقرونة بالخير الوفير للبحرين ولتجارها وشعبها.. حيث ستحقق شراكات اقتصادية وتجارية واستثمارية أكبر.. فاستدامة الاقتصاد تقتضي ان تتمتع البحرين بعلاقات اقتصادية قوية مع جميع دول العالم.

ويواصل قائلا: نحن نعرف الشعب الهندي بعمق ونتفهم مزاياه الاقتصادية كثيرا.. فالهند في حد ذاتها قوة اقتصادية ضخمة.. وهي مؤثرة جدا على مستوى العالم في الصناعات والتصدير.

وقال: لا ننسى أن الهنود موجودون على أرض المملكة كقوة كبيرة.. فمثلا: توجد ١١٦ وكالة هندية في البحرين في كافة المجالات والقطاعات وخاصة في المجال السلعي الحيوي مثل الغذاء والأدوية. كما توجد ١٩ شركة هندية مؤثرة على أرض المملكة و١٠ مشاريع رئيسية مشتركة بين البحرين والهند في المجال الصناعي والالكتروني والاغذية والألمنيوم.. إلخ.

ويقول خالد الأمين: في عام ٢٠١١م وصل حجم التبادل التجاري بين البحرين والهند الى قرابة الـ ١,٧ مليار دولار كما يعمل الآن في البحرين أكثر من ٢٠٠ ألف وافد هندي.. وهذا يؤكد ان الرابطة الاجتماعية بين البحرين والهند قوية.. لذا نتوقع ان تكون هذه الزيارة بمثابة دفعة قوية لرجال الأعمال البحرينيين والهنود على حد سواء.

وفي النهاية.. يقول خالد الأمين: لا يسعنا إلا ان نثني على الجهود الكبيرة التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى في مجال دعم وتقوية وبلورة الاقتصاد البحريني بوجه خاص وتحقيق المصلحة الوطنية العليا بوجه عام.

وقال خالد الأمين في ختام حديثه: اننا نتطلع إلى ولادة مجلس الأعمال البحريني الهندي من خلال زيارة سموه.