الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٣ - السبت ١٦ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٦ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الثقافي

في ذكرى مرور عشرين عامًا على وفاته

احتفاء قاهري بذكرى الروائي يحيى حقي





احتفل صندوق التنمية الثقافية مؤخرًا في مكتبة طلعت حرب بوسط القاهرة، بذكرى وفاة الكاتب الكبير أديب مصر الراحل يحيى حقي المولود في السابع من يناير من عام ١٩٠٥ والمتوفى عام ١٩٩٢، الذي اشتهر بروايته الجميلة «قنديل أم هاشم» التي أنتجت كفيلم سينمائي عام ١٩٦٨ وأخرجه كمال عطية، ولعب بطولته شكري سرحان، وسميرة أحمد، كما حقق فيلم «البوسطجي» المأخوذ عن قصة طويلة منشورة له في مجموعة «دماء وطين» نجاحًا هائلاً حيث أخرجه عام ١٩٦٨ المخرج حسين كمال، واعتبر من ضمن أحسن عشرة أفلام في تاريخ السينما المصرية في الاستفتاء الذي قامت به مجلة «الفنون» عام .١٩٨٣

ويعد يحيى حقي واحدًا من أهم أعلام الأدب والفكر والفن والثقافة في مصر من مطلع القرن العشرين حتى نهايته، وينتمي يحيى حقي إلى أصول تركية وفدت إلى مصر في عهد الخديويِ إسماعيل، وهو من مثقفي ثورة عام ١٩١٩ هؤلاء الذين شاركوا بأهم نصيب في الثورة وحصلوا أيضًا على أكبر الأنصبة من عوائد هذه الثورة متمثلاً في العديد من الوظائف والمناصب الحكومية التي منحت لهم والمدارس والجامعات التي أنشئت لأبنائهم، وكان أهم مسعى لطبقة المثقفين المنتمين إلى مختلف شرائح البرجوازية في أعقاب الثورة هو إضفاء الطابع القومي المستقل على النشاط الفكري والأدبي والفني في مصر الناهضة في سنوات الثلاثينيات والأربعينيات، غير أن سعيهم اصطدم بفضل الثورة ذاتها في تحقيق حلم العدالة الاجتماعية وحلم الاستقلال الوطني.

وتتجلى في أعمال يحيى حقي كل هذه الطموحات المحبطة والعجز عن تغيير الواقع المرير، والقدر الغاشم المسيطر الذي يلعب بمصائر الأفراد ويدفعهم دومًا نحو المأساة.

وتتجلى في أعمال أديبنا الراحل أيضًا نغمة صوفية معبرة عن قوة الإيمان وعمقه، تلك التي تعكس أصالة مصرية صميمة متغلغلة في أعماق الحياة الروحية للطبقات الشعبية سواء في حواري المدن أو في حراج الريف وقرى الصعيد «الجواني» البعيدة عن العمران.

وقد لعبت سنوات طفولته التي قضاها في حي السيدة زينب العريق دورًا بالغًا في تكوينه الروحي والفكري، وانعكس على رؤيته للحياة وفلسفته الكونية، كان له أيضًا تأثيره البالغ في أعماله الأدبية التي تميزت بأصالتها وعمقها.

يقول يحيى حقي في مقدمة سيرته الذاتية ملخصًا فلسفته في الفن والحياة «لا ولوج إلى ساحة السعادة - في اعتقادي - إلا من خلال أحد أبواب ثلاثة: «الإيمان والفن والحب»، لا شيء يخشع بها مثل هذا الخشوع الذي أراه في المعابد، وإذا كان الحب هو أكثرها التصاقًا بالصلصال وبالزمان والمكان والصدق، فإنه شرط ارتفاع الإنسان عن مرتبة الحيوان.. وكان الإيمان أكثرها طموحًا لأنه يطلب الله لا الناس، الخلود في الآخرة، لا العبور في الدنيا.. فسيبقى الفن وسطًا جامعًا للطرفين».

*خدمة وكالة الصحافة العربية



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة