الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٠ - السبت ٢٣ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٣ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين


ظاهرة التسول تزيد في سوق المنامة نهاية الأسبوع





بدت ظاهرة التسول في لباس جديد، فبدلا من التسول الفردي وكل يوم، تحولت إلى تسول جماعي وفي يوم الخميس بالذات في الصباح الباكر حيث يجوب المتسولون عددا من المحلات التجارية بشارع التجار بسوق المنامة، وهم على قناعة بما يحصلون عليه من مبلغ صغير أو كبير ثم يعودون أدبارهم إلى حيث أتوا.

مشهد التسول بين التاسعة والتاسعة والنصف صباح امس بشارع التجار والمتنبي (طريق ٤٢٦ بوسط سوق المنامة ٣٠٤)، وقد لمسنا تواجد عدد من المواطنين (معظمهم كبار في السن، وفي طور التقاعد) باستثناء عدد من الشباب المرافق لهم، وامرأة واحدة فقط كانت قابعة في نفس المكان.

وشاهدنا خلال تتبعنا لأمر هؤلاء الكبار في العمر الذين يأتون لطلب المعونة الدورية كل (يوم خميس)، ان أحد أصحاب المحلات النشامى، لا يرد طلبهم، بل على العكس، يقف أحد موظفيه على باب المحل, وكأنه على موعد معهم، ويقدم لهم دينارا لكل واحد منهم من دون استثناء حتى لو كان شابا طالما اصطف مع المحتاجين من كبار السن.

وقال مصدر متتبع لأمورهم، يعمل قريبا من هذه المحلات التجارية ان عملية الشحاذة هي عملية يومية، يقوم بها عدد من المحتاجين وخاصة (كبار السن) يدخلون المحلات ويقبلون حتى بقديم ما بين (٥٠ و ١٠٠فلس) لهم، يحمدون ربهم، ويدخلون محلا آخر، وهكذا يتكرر المشهد في أكثر من محل وفي أكثر من شارع فيما أعرب مصدر آخر عن ان الشحاذة في السوق قلت كثيرا عن السابق للضوابط التي وضعتها البلدية للسوق.

وفي تعليق لأحد رجال الأعمال (صاحب محل) بنفس المنطقة، عقب على موضوع حضور هذا العدد لطلب المعونة من منظور آخر، فقال: «هذه العادة لا أحبذ إطلاق اسم» الشحاذة أو الشحوذة «عليها بل أفضل إطلاق اٍسم «التكدي» لأن الشحاذة اقرب إلى شحذ الهمم والتكدي أقٌرب إلى الكد والعمل.

وسألناه، حدثنا عن تجربة دبي في علاج قضية الشحوذة، فقال: «قام المسئولون هناك بتجميع الشحاذين، وسجلت أسماؤهم، فمن كان منهم مواطنا، قدمت له الحكومة هناك ٤٠٠٠ درهم راتبا شهريا، بالإضافة إلى بطاقات تموين لمواد غذائية أساسية، وعليه ان يترك الشحاذة على الفور، واذا شوهد بعدها يشحذ يوضع في السجن على الفور، وتابع، أما بالنسبة إلى المقيم، فأعطته فرصة لترتيب أوضاعه، وقدمت له المساعدة. وقالت له: متى ما شاهدوه مرة ثانية، يطرد من البلد مباشرة مما أدى إلى اختفاء ظاهرة التسول من دبي.

واختتم متمنيا ان تقوم الوزارات بالاعتناء بالمواطن، وبالسوق وجمالها ورونقها، والحفاظ على طابع السوق مع العمل الجاد على توفير سبل المعيشة للمحتاجين, لهو افضل سبيل لإضفاء وجه جميل على السوق يتماشى مع خطوات وزارة الثقافة في عملية ترميم المحلات والطرقات الداخلية للسوق، وبما يتماشى مع المستوى الثقافي والاجتماعي والإنساني للمجتمع البحريني.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

روسيا حين تخسر العرب!

لعل من المتعارف عليه في الدوائر السياسية أن روسيا اليوم لا ينبغي أن تمثل الاتحاد السوفيتي السابق، والمقصود ... [المزيد]

الأعداد السابقة