شارك المركز الخليجي الاوروبي لحقوق الانسان وجمعية البحرين لمراقبة حقوق الانسان عبر امينه العام فيصل فولاذ ومناصريهم من خليجيين وبحرينيين وغربيين مع المنظمات الاحوازية وغير الفارسية وعدد كبير من العوائل الاحوازية والبلوشية والاذربيجانية وممثلي الشعوب غير الفارسية الموجودة في المملكة المتحدة واوروبا في الاعتصام الذي جرى امس امام مقر رئيس الوزراء البريطاني ١٠ داونغ ستريت، للتنديد بجرائم النظام الايراني وجريمته الجديدة بإعدام أربعة أحوازيين، من خلال محاكمة غير عادلة، ورغم تحذير منظمات حقوقية دولية قد حذّرت من إعدام هؤلاء المعتقلين قبل أسبوع من إعدامهم.

وعلى الرغم من المناشدات التي أطلقها كل من الاتحاد الأوروبي ومجلس العموم البريطاني ومنظمة العفو الدولي لإلغاء عقوبة الإعدام، الصادرة ضد خمسة عرب أحوازيين فإن السلطات الإيرانية أعدمت سرا ثلاثة منهم، وكان البرلمان الأوروبي قد أدان الأسبوع الماضي ممارسات النظام الإيراني ضد القوميات غير الفارسية في إيران، وفي مقدمتهم العرب الأحوازيون ودعا السلطات الإيرانية لإلغاء عقوبة الإعدام بحق خمسة أحوازيين.

إعدام ثلاثة عرب أحوازيين من أصل خمسة محكوم عليهم بالإعدام وهم عباس وطه وعبدالرحمن الحيدري (حيدريان)، حيث تم إبلاغ ذويهم بذلك وكلهم من أسرة واحدة ولا توجد أي أخبار بخصوص الاثنين الآخرين الى الآن أي علي النعامي وأمير المعاوي، وقد تكون السلطات نفذت فيهم عقوبة الإعدام أيضا.

وقال فولاذ في تصريح بهذه المناسبة نحن في المركز الخليجي الاوروبي لحقوق الانسان وجمعية البحرين لمراقبة حقوق الانسان نشارك منظمات حقوقية دولية لادانة النظام الإيراني الفاشي بعدم مراعاة المبادئ القضائية، حيث تتم المحاكمات بشكل سري وتحرم المتهمين من الوصول إلى المحامين وممارسة التعذيب لانتزاع الاعترافات.

يقع إقليم خوزستان، الذي أطلق عليه تاريخياً الأحواز ثم عربستان في جنوب غرب إيران، ويضم أغلبية العرب الإيرانيين الذين يصل عددهم في إيران إلى ما يزيد على خمسة ملايين نسمة بحسب بعض المصادر.

ويضم الإقليم حوالي ٨٥% من النفط والغاز و٣٥% من المياه في إيران ويقع على رأس الخليج العربي بالقرب من جنوب العراق والكويت.

وتعود أصول العرب الأحوازيين إلى قبائل عربية أصيلة من قبيلة بني كعب وبني تميم وآل كثير وآل خميس وبني كنانة وبني طرف وخزرج وربيعة والسواعد.

وفي تتطور متصل أعربت الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عن انزعاجها من قيام إيران بإعدام ٤ شباب من عرب الأحواز بعد اعتقالهم في ٢٠١١ على خلفية سياسية، بحسب ما أفاد الموقع الرسمي للبرلمان الأوروبي.

وأشار المتحدث باسم المسؤولة الأوروبية مايكل مان في بيان نشر على موقع الاتحاد، إلى أن «الاتحاد عبر في مناسبات عدة عن قلقه إزاء وضع الأقليات في إيران. ودعا طهران إلى الامتناع عن ممارسة السياسات التمييزية».

وفي نفس السياق، طالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش» إيران بالكف عن انتهاك حقوق الإنسان في الأحواز ودعت المجتمع الدولي إلى حماية السجناء الأحواز، وعبرت عن قلقها تجاه الوضع الإنساني المتدهور في الإقليم.

وذكرت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها أنه يتعين على السلطات الإيرانية تقديم معلومات فورية عن مكان وأحوال سبعة عرب أحواز، كانت السلطات الإيرانية قد اعتقلتهم في الآونة الأخيرة بسبب نشاطاتهم الثقافية.

ودعت المنظمة السلطات الإيرانية إلى تسليم جثث المعدومين الأربعة في الأحواز لذويهم والسماح لهم بإقامة مراسم الدفن.

يذكر أن إيران قامت بتنفيذ حكم الإعدام بحق طه حيدريان ٢٨ سنة وعباس حيدريان ٢٥ سنة، وعبدالرحمن حيدريان ٢٣ سنة وهم ثلاثة إخوة وصديقهم علي نعامي شريفي، وأبلغت أسرهم بأنهم أعدموا شنقاً بتهمة محاربة الله والرسول وقتل ضابط أمن إيراني.

كما جددت «هيومن رايتس ووتش» نداءها بالسماح لوسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان الدولية المستقلة بالتحقيق في مزاعم وقوع انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في الأهواز.

وفي هذا السياق، لفت جو ستورك المدير التنفيذي في قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة إلى أن ارتفاع عدد المعتقلين والقتلى في الأحواز في السنوات الأخيرة، إضافة إلى التعتيم الإعلامي، يشي بأن لدى الحكومة أموراً فظيعة تريد إخفاءها.

هذا والتزمت طهران الصمت تجاه الإدانات الدولية بعد تنفيذ عملية الإعدام، وتشير تقارير منظمات حقوقية أحوازية ونشطاء في هذا الإقليم إلى أن قوات الأمن قمعت المتظاهرين الذين خرجوا للتنديد بالإعدام في المناطق العربية.

يذكر أن العرب الذين يعيشون في إقليم عربستان أو الأحواز جنوب غربي إيران الغني بالبترول، يشكل أكبر الأقليات القومية في إيران. ويتهم نشطاء الإقليم السلطات الإيرانية باتخاذ سياسات تمييزية في مجالات التعليم والتوظيف والإسكان وأنهم محرومون من حقوقهم السياسية والثقافية.