الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣٣ - الاثنين ١٦ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٦ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر


سوريا والخليج.. تعاون أم جفاء؟





نظام الأسد ينهار، وعلينا أن نتوقع حدوث أي شيء في أي وقت إيذاناً بإعلان انتصار الثورة السورية التي أصنفها شخصياًّ على أنها الثورة الحقيقية الوحيدة في المنطقة. نظام القذافي انهار خلال أيام بسيطة بشكل دراماتيكي وغير متوقع بعد أن كان الوضع معقداً، وكذلك هو حال نظام الأسد الذي دخل مرحلة الانتحار والانحسار. الانشقاقات الأخيرة على مستوى كبار القادة العسكريين والمدنيين تشير إلى ذلك، وهي كما قلنا سابقاً عملية القفز من السفينة قبل غرقها بشكل تام.

هناك أمر آخر من المتوقع حدوثه عما قريب، وعلينا ألا نستغرب ذلك، حيث ستبدأ عملية صراع داخلية بين قوى الثورة المنتصرة، وستدخل المسألة في تصفية الحسابات، وكما نقول باللهجة الدارجة "ستطير رؤوس" في هذه العملية، وهناك اعتبارات كثيرة وعوامل متعددة تشير إلى أن الصراع بعد سقوط النظام السوري سيكون بين أطراف القوى المنتصرة، وسأخصص مقالة لشرح هذه المسألة، وكل ما علينا الآن هو الانتظار فقط لنشاهد الأحداث في سوريا تتطور بشكل سريع وغير متوقع، ويصبح الحديث عن نظام الأسد ضرباً من ضروب الماضي في حين ينتقل المشهد إلى الصراع الداخلي المرتقب.

علينا أن نلاحظ أجهزة الإعلام السورية كيف أصبحت تستجدي الحوار الآن، وأيضاً النظام الإيراني بات هو الآخر يستجدي أن تلتفت المعارضة السورية إليه وتقبل باجتماع مع الحكومة السورية في طهران، وكل هذا يدل على أن السبحة السورية قد انفرطت، وأن مسعى النظام السوري ومن خلفه إيران الآن ينصب على لملمة ما يمكن جمعه من حبات السبحة لا غير.

وكما ذكرت قبل أيام، فإن علاقة دول مجلس التعاون بسوريا ما بعد الثورة سوف يحددها مسلكها، فإن أرادت تطويراً وتنمية وتعاوناً فسيكون لها ذلك بكل تأكيد، وإن اتجهت إلى "الأدلجة" و"تصدير الثورة" - وهي بالمناسبة قد تكون نتيجة طبيعية في أي دولة تشهد ثورة- فإن الجفاء والفراق سيكون هو مصير العلاقة بين الطرفين، السوري والخليجي، حتى إشعار آخر غير معلوم الأجل، وهذه ليست مبالغة بل حقيقة أكيدة. وربما سيكون من المهم جداًّ على جميع الأطراف السورية فيما بعد الثورة أن تعي أهمية علاقتها بمنظومة دول مجلس التعاون، وأن تبتعد عن التيه في وهم نقل الثورة إلى خارج سوريا، بعيداً تماماً عن أفكار بعض الشخصيات التي انتهجت نهجاً خاطئاً تجاه دول الخليج في بعض البلدان العربية مثل الغنوشي في تونس وبعض أعضاء جماعة الإخوان في مصر.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة