الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٣٨ - الثلاثاء ٣ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٩ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

عضو المكتب السياسي بتجمع الوحدة الوطنية:

يجب تغيير الاستراتيجية الأمنية مع الخارجين عن القانون





اعتبر عضو المكتب السياسي بتجمع الوحدة الوطنية الشيخ د.ناجي العربي أن ما شهدته البحرين خلال اليومين الماضيين من استهداف وحشي ومكثف للدوريات الأمنية ورجال الأمن بقذائف المولوتوف والأسياخ الحديدية وغيرها من آلات حادة إنما يكشف بصورة جلية وواضحة أن الأمن البحريني وكذا المواطن والمقيم باتوا جميعا يواجهون فصلا جديدا من فصول الإرهاب المنظم والمدعوم من قوى التأزيم الروحية التي كشفت مؤخرا برقع الحياء وصارت تصرح جهارا بالدعوة إلى هذه الأفعال.

وحذر العربي من خطورة هذه الممارسات باعتبارها أعمالا إجرامية تصدر عن ثلة من المجرمين المخربين والمشاغبين المدربين على صور معروفة من الإجرام والتخريب مستوردة من الخارج. وقد أسقطت تلك الجرائم قناع السلمية الزائف عن وجوه التحركات الطائفية التي اندلعت حرائقها في جسد الوطن منذ العام المنصرم، فالمخربون المجرمون بحكم الشرع والقانون ترقوا وظيفياً في أدوارهم وخبراتهم الميدانية وأصبحوا إرهابيين محترفين يستهدفون أمن واستقرار المواطنين والمقيمين في البحرين.

وشدد الدكتور العربي على ضرورة أن يتم تغيير الاستراتيجية الأمنية التي يتم التعامل بها حالياً مع هذه العصابات الإرهابية التي تصب جام إرهابها على أفراد المجتمع بمواطنيه ومقيميه، فلا ينفع أبداً ضبط النفس كسبيل للمواجهة مع مثل هذه العصابات. إننا في الوقت الذي نقدر للجهات الأمنية في البلاد قدرتها على تحمل كل هذا الاستهداف المنظم والمتزايد وكل هذا الضغط النفسي الشديد، فالإصابات في صفوف قوات الأمن تتزايد يوما بعد يوم ونحن نرصد ذلك عن قرب، إننا لنؤكد مرة اخرى أن التعامل مع مثل هذه العصابات لابد أن يتم بكافة أوجه الحزم والصرامة وهي مسئولية تتحملها القيادة قرارا ووزارة الداخلية تنفيذا من أجل حماية أمن وسلامة المجتمع البحريني، إنه من الواجب على القيادة في البحرين أن تدرك أن الاستراتيجيات الأمنية السابقة لم تكن لها الآثار الحقيقية المرجوة لأن من تتوجه لهم الدولة باستراتيجية الحكمة وسياسة اللين رجاء المصالحة الوطنية هم أصلا لا يريدون المصالحة وإنما تريد قوى التأزيم التي تحركهم خلاف ذلك تماما، تريد المواجهة والمتاجرة بدماء الأبرياء من متبوعيهم المغرر بهم باسم الدين والشهادة في حين يكون أبناء اؤلئك المأزمين في مأمن عن كل تلك التهلكة التي يدفع إليها بأبناء الناس. والمؤسف حقا أن الدولة كلما أمعنت في سياسة اللين التي بدأ الغالبية العظمى من المواطنين والمقيمين يضيقون ذرعا بها كلما ازداد أولئك في غيهم واجرامهم في حق الوطن والمواطن والمقيم لأنهم يعتبرون ذلك ضعفا وتراجعا من الدولة.

وحذر العربي من مغبة التهاون في مواجهة مجاميع العصابات الإرهابية بحجة وذريعة تطبيق توصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق مؤكدا أن هذه التوصيات لا ينبغي أبدا وبـأي حال أن تكون سيفا مسلطا على رقبة الدولة أو أداة تشل يد الدولة عن حماية أمنها وأمن مواطنيها والمقيمين بها أو حفظ مصالحها أو تكون تلك التوصيات وتطبيقها معبراً للخضوع والابتزاز وضغوطات بعض منظمات حقوق الإنسان العوراء ذات المعايير المزدوجة، أو الاستجابة لنصائح مسمومة من الخارج، فلن تجد الدولة وأجهزتها الأمنية نصيحة أفضل من مواطن يدعوها إلى عدم التهاون والتفريط في تحقيق الأمن والاستقرار والضرب بيد من حديد على أيدي تلك العصابات الإرهابية التي تنتقم من المجتمع البحريني بمسمى الانتقام من الدولة، ولا تختلف عن غيرها من تنظيمات إرهابية عالمية وخصوصا أن العبرة ليست بنوع أو تطور السلاح المستخدم وشبكات التنسيق لاستهداف أفراد الأمن والمجتمع البحريني، وإنما تكمن في القدرات التدميرية العالية والترهيبية لأسلحتها وعملياتها على الأمن والاستقرار وهو ما يجمع بين مختلف التنظيمات الإرهابية بمختلف أنواعها أكانت متخلفة أو متطورة.

ودعا الشيخ الدكتور العربي المواطنين البحرينيين بكافة فئاتهم وطوائفهم وفي مقدمتهم قاطنو المناطق التي يستهدفها الإرهابيون والمتضررون بشدة والمكممة أفواههم خشية استهدافهم والتنكيل بهم وبكراماتهم كما جرى من قبل مع الكثير، إلى ضرورة التوثيق بالصوت والصورة لجميع جرائم العصابات الإرهابية وإرسالها إلى الجهات المعنية محلياً ودولياً. وخاطب الدكتور العربي سفراء جميع الدول التي لها تمثيل في البحرين وخصوصا الأمريكي والبريطاني بضرورة نقل الواقع المؤلم الذي تدفع في سبيل تأزيمه جمعية الوفاق ومن يقف خلفها.

ووجه حديثه إلى الدولة قائلاً: الشعب يريد إنهاء هذا الإجرام الذي تقوم به تلك الجماعات.

وخاطب العربي الوفاق ومن يقف خلفها والمجلس العلمائي بأنه يجب أن يسمع العالم منكم إدانة صريحة وواضحة لهذا الإجرام وإلا فإن اللوم مرفوع عن كل من يعتبركم شركاء في هذه الجريمة التي تقع على الوطن والمواطن والمقيم. (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة