الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٤ - الأربعاء ٨ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

رئيس اللجنة المستقلة للتحقيق في الأحداث د. بسيوني لـ «الأهرام»:

تقرير نهائي يرفع إلى الملك الشهر المقبل بنتائج تنفيذ توصيات «تقصي الحقائق»





كشف الخبير القانوني المصري ورئيس اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق في البحرين البروفيسور محمود شريف بسيوني، أن اللجنة ستقدم تقريرا نهائيا في مارس المقبل إلى عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وقال إن التقرير سيحدد مدى تنفيذ التوصيات التي تضمنها تقرير اللجنة حول الأحداث في البحرين، وأن اللجنة ستنظر في بعضئ التوصيات التي لم تنفذ وستضع برنامجا زمنيا لتنفيذها.

وأكد البروفيسور بسيوني في تصريحات خاصة لـ «الأهرام» أن اللجنة، التي ضمت خبراء دوليين، عملت في البحرين بكل حرية وبصلاحيات كاملة ومن دون أي تدخل من الحكومة، مشيرا إلى أن اللجنة ونتائجها حظيا بتأييد كبير من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وكثير من المنظمات الدولية.

وقال إن قرار عاهل البحرين بتشكيل اللجنة يعد سابقة، حيث إنها المرة الأولى التي يقرر فيها رئيس دولة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في أحداث داخلية، ويقرر فتح جميع الأبواب أمام أعضاء اللجنة، وكلهم من الأجانب، للتحقيق في تلك الأحداث، مشيرا إلى أن الملك حمد قبل توصيات اللجنة بشكل كامل، وقرر تشكيل لجنة وطنية لمتابعة تنفيذ التوصيات.

وأكد البروفيسور بسيوني أن الحكومة البحرينية تجاوبت مع اللجنة وأتاحت الفرصة أمامها لأداء عملها بكل حرية، فضلا عن اهتمامها وحرصها على تنفيذ التوصيات.

وأشار رئيس لجنة تقصي الحقائق إلى أن ما يحدث في البحرين حاليا من اعمال عنف يتم على نطاق محدود، وليس كما حدث في فبراير ومارس ٢٠١١، التي كان عدد الوفيات فيها أقل من ٤٠ شخصا، وأظهر التقرير إساءة معاملة ٣٠٠ شخص، وتعرض ٦٤ شخصا للتعذيب، وقد أعيد عدد كبير ممن تم فصلهم من أعمالهم إلى وظائفهم فيما عدا ادعاءات بعضهم بعودتهم إلى وظائف أخرى وفي أماكن مختلفة، كما أن جميع الطلاب عادوا إلى الدراسة بجامعة البحرين.

وتشهد البحرين حاليا تصعيدا في أعمال العنف وسط دعوات إلى التظاهر في الذكرى الأولى للأحداث التي بدأت في ١٤ فبراير الماضي، وهي الأحداث التي تصفها الحكومة بأنها كانت محاولة انقلابية تسعى لإقامة جمهورية إسلامية تتبع ولاية الفقيه في إيران، فيما يتردد حاليا الحديث عن مبادرة جديدة للحوار تسهم في تخفيف الاحتقان وتؤدي إلى تحقيق مصالحة وطنية.

من جانبه أكد القاضي المصري بمحكمة استئناف القاهرة ورئيس فريق المحققين في اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق بالبحرين المستشار خالد أحمد محيي الدين، أن اللجنة فوجئت بقبول ملك البحرين لتوصياتها كاملة، بعد أن كان أعضاء اللجنة يتساءلون عما إذا كانت الحكومة البحرينية ستقبل التوصيات أم لا؟

واشار إلى إنشاء صندوق لتعويض المتضررين من الأحداث وقال إنه سيتم البدء في صرف التعويضات المدنية عن الاصابات وتلفيات السيارات والمنازل، وأن اللجنة اقترحت فصل التعويض المدني عن الجنائي حتى لا يتم انتظار صدور حكم جنائي نهائي.

وأكد أن الحكومة البحرينية جادة في إنشاء مكتب المفتش العام لجهاز الأمن الوطني ويكون مستقلاً عن الجهاز ويتبع رئيس الوزراء مباشرة، وقال إنه سيتم التوسع في اختصاصات المفتش العام بوزارة الداخلية وجعله مستقلا عن التسلسل الهرمي في الوزارة.

وشدد المستشار خالد محيي الدين على ضرورة الحوار لإنهاء الأزمة وتحقيق المصالحة الوطنية في البحرين، وقال إن اللجنة طلبت من جمعية الوفاق الشيعية، والتي تعد أبرز تيارات المعارضة، العودة إلى الحوار الوطني باعتباره القاطرة الوحيدة للمصالحة الوطنية، مؤكدا ان البحرين لن تتحمل موجة أخرى من العنف.

كما شدد على أهمية تقريب وجهات النظر بين الحكومة والمعارضة، وخاصة ان سقف المطالب قد ارتفع عند الوفاق وفي المقابل انخفض سقف التنازلات عند الحكومة، واشار إلى غياب الهوية البحرينية وكلمة «أنا بحريني» وبات المبدأ الأساسي أن يقول الطرف الآخر «أنا شيعي».

واكد ضرورة أن ينظر الطرف الآخر (المعارضة) إلى مصلحة الأمة ككل وليس مصلحة الطائفة، فالبحث عن مطالب لطائفة لن يؤدي إلى اتفاق، وعلى هذا الطرف أن يدرك أن العنف لن يحقق أي مكاسب، وأنه لا حل بدون العودة إلى طاولة المفاوضات.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة