خلصت دراسة بحثية أجرتها مؤسسة صحية عالمية شملت ٥ آلاف مريض يعانون من ارتفاع مستوى الكولسترول في دول مجلس التعاون بأن واحدا من بين اثنين منهم لا يتمكنون من الوصول إلى المستويات المطلوبة لضبط معدل الكولسترول السيء «كولسترول البروتين الدهني» الأمر الذي يجعلهم معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب.

وأوضحت الدراسة ان هؤلاء لا يتلقون العلاج المناسب حتى الآن في بعض الدول الخليجية، مشيرة إلى أن نسبة الكولسترول المرتفعة تعتبر أحد أهم الأسباب الرئيسية التي تعرض المريض للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية في منطقة الشرق الأوسط.

يذكر أن الدراسة الجديدة بحثت إيجاد حلول للعلاج بالنسبة إلى الأفراد الذين يعانون من مستويات عالية من الكولسترول وحصر معدل الخطر الذي يحدق بهم، بحيث تحديد نسبة مئوية من المرضى الذين يتمكنون من تحقيق الأهداف المتعلقة بمستويات الكولسترول طبقا للمعايير الأمريكية، كما تهدف الدراسة أيضا إلى تحديد وفهم الصفات المتعلقة بالاختصاصيين والمرضى والتي تؤثر أو تسهم في الحل العلاجي.

ومن جانبه علق رئيس وحدة القلب بمركز محمد بن خليفة لأمراض القلب وبالخدمات الطبية الملكية بوزارة الدفاع الدكتور هيثم أمين بالقول: تقدم الدراسة مفاهيم مهمة حول الحواجز بين الأطباء والمرضى والتأثير الكبير الذي يخلفه ذلك على أهمية العلاج، فبالنسبة إلى المرضى الذين يوجد خطر كبير عليهم يجب أن يتم علاجهم بشكل مكثف من قبل اختصاصيين لأنه يرجح تعرضهم للإصابة بأمراض لها علاقة بالقلب والأوعية الدموية كالذبحة الصدرية، مشيرا إلى أن الدراسة ركزت على أن الامتثال للعلاج له علاقة وثيقة بارتفاع مستويات الكولسترول السيء الذي قد يصبح مضرا للفرد إذا تجاوز مستويات معينة، مشددا على ضرورة التزام المرضى بأخذ علاجهم بالشكل الجدي.

وأفاد بأن المرضى لا يقومون بجدولة مواعيد منتظمة للفحص مع أطبائهم الاختصاصيين وان الكثير منهم لا يرون ضرورة للقيام بذلك، مشيرا إلى أنه يجب عليهم تغيير عاداتهم اليومية وخاصة إذا كانوا من المدخنين أو لا يتبعون حمية غذائية صحية.

يذكر أن الدراسة التي شملت ٥٤٥٧ مريضا في دول مجلس التعاون أجريت لتوفير معلومات جديدة حول الوضع الحالي للسيطرة على مستويات الكولسترول في المنطقة، حيث تعد الأولى التي تقدم تقييما كميا لنتائج العلاج المضاد للكولسترول في الخليج.