برعاية السيد خليفة الظهراني رئيس مجلس النواب، نظم مركز البديل للتدريب والتطوير ملتقى عمالقة الموارد البشرية في دورته الرابعة بفندق الدبلومات، تحت عنوان «التنمية البشرية وتحديات الإعلام المؤسسي»، وقد حازت الدكتورة جواهر المضحكي جائزة شخصية العام للتنمية البشرية، فيما حصلت «تمكين» على جائزة مؤسسة العام للتنمية البشرية، وتم تكريم رواد التنمية البشرية في البحرين بحضور ضيف شرف الملتقى دولة رئيس الوزراء الأسبق للمملكة الأردنية الهاشمية عبدالرؤوف الروابدة. وفي كلمته التي ألقاها أكد عبدالرؤوف الروابدة أن الاعلام قد فرض إسهامه ودوره في مسار التنمية والتحديث، ولولاه ما كان بإمكاننا أن نعرف المسافة التي علينا الاسراع في قطعها حتى نشارك في ركب الامم وأشار إلى أن التنمية البشرية تهدف إلى تحقيق تقدم مستمر في حياة المواطنين جميعا، وتوفير الرفاهية لهم، وتنقل المجتمع من نظام تقليدي ثابت متكرر إلى نظام آخر متطور ومحسن ومحدث يصلح لمواجهة الواقع واستشراف المستقبل، كما أن الاعلام يتسع معناه ليشمل جميع وسائل الاتصال المطبوعة والمسموعة والمرئية، وبعد أن انضمت إليه حديثا شبكات التواصل الاجتماعي، قادر على الاسهام بشكل كبير وفعّال في عملية التغيير والتحديث وإحداث التنمية، وأضاف: يستطيع الاعلام ان يقوم بدور مهم في تنمية المجتمع وفي رفع كفاءته، ويتم ذلك من خلال عملية توعية ممنهجة تسهم في قبول المجتمع لعملية التحديث التي تؤدي إلى رقي المجتمع ورقي الفرد معا.

وأوضح الروابدة أن من المهام الاساسية للاعلام ان يعمل على تدفق المعلومات، باعتباره ناقلا امينا للمعلومات التي تعين الجماهير على بناء آرائها وتحديد مواقفها، كما تعطيها الاستعداد لقبول التوجهات اللازمة للاسهام في عملية التغيير مهما علت كلفتها الاجتماعية او كثرت عناصر الاعاقة، مشيرا إلى أن المجتمعات لا تتحرك من دون إعلام تنموي يشكل العصب الحساس لنجاح مشروعات التنمية التي تتطلب اقتناع الناس وتعاونها.

وأشار رئيس الوزراء الأردني الأسبق إلى شبكات التواصل الاجتماعي بصفتها ابتكارا جديدا يتسم بالسرعة والمباشرة للحدث، مكّن الشباب من البحث عن الاشباع الاجتماعي من خلال العالم الافتراضي الذي يكشف ذاتيتهم في حوارات صريحة وتفاعل يتميز بالسرية والكتمان فيكشف مواقفهم وآراءهم من دون ان يخشوا آثارها.

وأكد الروابدة أن الاعلام العربي مدعو إلى اعادة تعريف القيم الاعلامية في كل المؤسسات الاعلامية الفضائية والارضية، العامة والخاصة، المسموعة والمقروءة والمرئية، بهدف التوجه الثابت نحو المهنية الحقيقية والاحتراف المتخصص لمواجهة قضايا المجتمع ومشكلاته التي تعددت وتوسعت واختلفت بين بلد عربي وآخر.

واختتم بتقديم صياغة لبعض اهداف الاعلام في مجال تحقيق التنمية البشرية تتمثل في:

١- التوسع في استخدام التقنيات الحديثة والتدريب عليها.

٢- اعادة النظر في دور الدولة في الاعلام بالسعي إلى تحرير قطاع الاعلام بالكامل من السيطرة الرسمية.

٣- اعادة تأهيل القوى البشرية الاعلامية العاملة لمواجهة دورها الجديد في عالم سريع التغيير.

٤- توجه الاعلام إلى ترسيخ روح التفاهم والتعاون والعدل ونبذ العنف والتعصب وطي صفحة شمولية الفكر الواحد وممارسات الحزب الواحد.

٥- اعتماد الدول للإعلام شريكا مباشرا في تحقيق التنمية المباشر.

٦- تكريس الاعلام مبادئ النزاهة والشفافية والموضوعية والنأي عن التشويه والاستثارة.

٧- اعتماد الاعلام منظومة قيم مستمدة من تراث الامة وقيمها وما استقر عليه العالم من مفاهيم وقيم اصبحت تراثا لكل الشعوب.

من جانبه أكد المهندس عارف هجرس المدير التنفيذي لديار المحرق أن نجاح أي مؤسسة يعتمد في الأساس على الموارد البشرية ومديرها الذي يستطيع الارتقاء بالمؤسسة عن طريق اختيار الكوادر البشرية المناسبة وتوظيفها بشكل يخدم المؤسسة، مشيرا إلى أن الدول العربية لم يكن لديها توجه يعني بالموارد البشرية، لكنه تنامى خلال الفترة القريبة الماضية وخاصة في مملكة البحرين.

وأشار الأستاذ عيسى سيار المحاضر بجامعة دلمون للعلوم الإدارية إلى أن التكنولوجيا استطاعت تغيير واقع الإنسان المعاصر، داعيا أصحاب القرار إلى مواكبة التغيرات والتطور الحاصل في وسائل الإعلام، حيث أصبحت أسلوب حياة في كل بيت، لافتا إلى دور العنصر السيكولوجي في إحداث تغيير في وسائل الإعلام وأنماط التفكير وسلوك البشر.

تلا ذلك عرض فيلم وثائقي بعنوان «ملتقى عمالقة الموارد البشرية - سنوات من التميز» وفي نهاية الحفل تم إعلان شخصية ومؤسسة العام للتنمية البشرية وهما الدكتورة جواهر المضحكي وتمكين، فيما تم تكريم الراعي الفخري وضيوف الشرف والرعاة، وتكريم ٤٢ شخصية من رواد وقادة التنمية البشرية.