الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٩١ - السبت ٢٥ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٣ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين


رسالة إلى الشيخ عيسى قاسم





على مر التاريخ والعصور، ظل منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم رمزا للهداية والصلاح ولم يكن يوما ساحة للقذف والتحريض وادعاء الباطل، ولأن الأمر كذلك صار لزاما على كل من يقف على هذا المنبر أن يكون أهلا له وأن يتجرد من كل مصلحة ذاتية أو مذهبية.

لكنك أيها الشيخ، مازلت تصول وتجول بادعاءات وأباطيل في كل يوم جمعة، ويبدو أنك قد صرت خطيبا متخصصا في توجيه أسلحتك الدعائية إلى الشرطة ورجالها الأوفياء للدرجة التي أصبح الجميع في كل خطبة جمعة ينتظر أي أباطيل ستوجهها إلينا اليوم.

فتارة ادعيت زورا وبهتانا أننا نعتدي على النساء بالضرب، وأقمت الدنيا ولم تقعدها حاملا مظلومية «حماية الأعراض»، وحينها رد عليك معالي وزير الداخلية بأن نساءنا مصونات ولهن مكانتهن التي نحترمها جميعا، ولم تكد هذه الادعاءات تتوارى حتى فاجأتنا بنظريتك الشهيرة «اسحقوهم» وكأننا أيها الشيخ من كوكب آخر ومن ديانة أخرى، أو لسنا جميعا مسلمين نسبّح بحمد الله ونشهد أن محمدا رسول الله؟ أم إنك أيضا احتكرت صكوك الغفران وصرت توزعها على من يمجدك ويقدسك؟

الأخطر في الأمر أن هناك من ينقاد لك ويأتي بأفعال ما أنزل الله بها من سلطان، بدعوى أن الشيخ قد قالها واضحة صريحة (اسحقوهم)، كما أنك تكرر لنا ادعاءاتك بالقمع رغم أن رجال الشرطة يؤدون واجبهم الوطني بالدرجة الأولى من خلال تطبيق القانون على الجميع، فضلا عن أنك بهذه الأقاويل قد أوجدت حرجا كبيرا بيننا وبين كثير من إخواننا الشيعة الذين خدموا معي شخصيا في أكثر من موقع، وأصيب تواصلنا الآن بحرج شديد بفعل أقوالك هذه.

لكن يبدو أن الملل لم يصبك وأنك قد عاهدت أتباعك على أن يظل رجال الشرطة هدفا لخطبك العصماء، وتناسيت أن منبرك مخصص للعبادة وتوضيح أمور الدين، وواصلت مزاعمك حتى جئتنا يوم أمس الجمعة بفاصل جديد من هذا المسلسل، حين قلت إن الجامع (الدراز) شهد اقتحاما ووجد المصحف ملقيا على الأرض في صورة مهينة وأتبعت ذلك بالقول: «يمكنك تفسير ما جرى ويجري على يد قوات ترى في الإسلام عدوا، لكن يصعب عليك تفسير الاستخفاف والتعدي على المساجد وما فيها من قوات بلد مسلم».

أي هراء هذا الذي تدعيه؟ هل تعتقد أن كتاب الله يعنيك فقط وأن أمره لا يخص بقية المسلمين؟ القرآن أيها الشيخ لنا جميعا، به نقتدي فهو كتاب الله المنزل، ورجال الشرطة الذين تكيل لهم الاتهامات ليل نهار، مسلمون موحدون، يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، كفاك ظلما لهم وليتك توجه أتباعك ومريديك الى أن يعملوا بما جاء في القرآن بالحكمة والموعظة الحسنة، بدلا من هذا الأسلوب التحريضي السخيف على فئة من أبناء الوطن، يعملون على حمايته وحفظ أمنه واستقراره.

وفي نهاية رسالتي أقولها لك واضحة لا تقبل الشك: إننا أبناء الوطن رجال الشرطة الأوفياء نؤدي واجبنا نحو وطننا، نؤمن بالقيم والمبادئ التي تربّينا عليها وأوصانا بها ديننا الحنيف، ولن تتمكن من خلال تحريضك ومزاعمك المكررة من شق الصف الوطني أو الإيقاع بين رجال الشرطة السنة والشيعة لأننا جميعا تعاهدنا على خدمة الوطن ولا مجال بيننا للطائفية التي باتت خطبك الأسبوعية رمزا لها.

وبقيت كلمة واحدة، وهي أن منبرك يجب أن يكون للهداية والصلاح، يجمع ولا يفرق، يحمي الوطنية من الطائفية المريضة، فمنبر رسول الله، مقدس ولا يجب أن يكون ساحة للتحريض والباطل، وأتمنى أن أجد صدى هذه الرسالة في خطبة الجمعة المقبلة.

رئيس عرفاء متقاعد



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

تحية وطنية لرجال الأمن

في لقاء لمعالي وزير الداخلية مع الصحافة المحلية في مطلع هذا الشهر، سألت «أخبار الخليج» الوزير: ما هي رؤيتكم... [المزيد]

الأعداد السابقة