الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٢٠ - الأحد ٢٥ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين


المنظمات الحقوقية العالمية لها معاييرها الخاصة وتخدم قوى دولية





قال الأستاذ محمد منيب الجنيدي المحامي بمحكمة النقض المصرية، وعضو مجلس الشعب، وعضو مكتب الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، وعضو مجلس النقابة العامة للمحامين المصريين، وأمين عام المنظمة المصرية لحقوق الإنسان سابقا, إن المؤتمر القومي الإسلامي يعمل على تجاوز الوضع الخاطئ الناجم عن الأزمة المفتعلة بين مفهوم العروبة والإسلام والتي انجر إليها الجميع، لتحقيق الوحدة العربية واستيعاب الجميع دون الالتفات للتطورات السياسية والايدولوجيا.

وأوضح الجنيدي في حديث لـ«المركز الألماني للاستشارات» بمناسبة مشاركته في ندوة «دعم عروبة الخليج» التي نظمتها جمعية الوسط في مملكة البحرين مؤخرا أن المؤتمر القومي الإسلامي يدعو من خلال التيار العروبي الإسلامي والفصائل الأخرى إلى تحقيق الوحدة العربية، ويجب ان نشير هنا إلى انه لا يوجد صراع بين التيارين وهما ليسا نقيضان، فالعروبة لا تنفصل عن الإسلام ولا يمكن الحديث عن حضارة إسلامية بمعزل عن الحديث عن الوحدة العربية.

وأضاف عضو مكتب الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي أن المؤتمر القومي الإسلامي يعمل من أجل تحقيق الأمن القومي العربي والوحدة العربية ويسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية، واعتماد مبدأ تداول السلطة سلميا، وتوفير الحريات العامة للمواطن العربي إلى جانب حق المشاركة في الحياة العامة، وحرية التعبير والتجمع السلمي وحق استتباب الأمن والأمان للمجتمع والأفراد لان ذلك من عوامل تحقيق الأمن القومي العربي فأمن المجتمعات العربية يعتبر جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي.

وبشأن إمكانية إسهام قيام الاتحاد الخليجي في تحقيق الوحدة العربية الشاملة ومواجهة خطر المطامع الإيرانية في المنطقة، قال الجنيدي إنه يحق لدول الخليج العربية ان تتخوف من الخطر الإيراني لقربها الجغرافي، فدول الخليج تقع على مرمى حجر من إيران، كما أن تجربة التحالف الأمريكي الإيراني في العراق وما نتج عنها من إثارة النعرات الطائفية والعرقية يجعل دول الخليج تتعامل بحذر مع الجارة إيران، وعليه يجب إعادة الأوضاع لنصابها الطبيعي عن طريق تحقيق الوحدة العربية حتى نصير قوة جبارة يعمل لها الجميع ألف حساب.

وأشار عضو مكتب الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي إلى ضرورة مواجهة خطر الاستعمار العسكري والسياسي والاقتصادي الذي أصبح واقعا على الأرض في بعض الدول العربية، وقال إن من لا يدافع عن نفسه يصبح لقمة سائغة في وجه المطامع الإقليمية والدولية فعالم اليوم لا مكان فيه للضعفاء. كما يجب ألا ننسى أننا نواجه الخطر الصهيوني والأمريكي على دول الخليج وعلى الوطن العربي بشكل عام، فدول الخليج لابد ان تتوحد فيما بينها واتحادها يشكل بلا شك دعما للوحدة العربية.

واوضح الجنيدي أن من أسباب تأخر تحقيق الوحدة الخليجية والعربية أن هناك تخوفا من الدول التي تملك الثروة من الاتحاد مع الدول العربية الأخرى التي تعتبر فقيرة نوعا ما، فمعظم دول الخليج تملك مصادر الطاقة وتصدر النفط، وبالتالي لابد من إيجاد الوسائل والسبل العملية والسياسية والاقتصادية التي تحقق مصالح الجميع دون إلحاق ضرر بأي طرف وصولا لتحقيق الوحدة العربية.

كما ذكر أن مملكة البحرين شأنها شأن العديد من الدول العربية تشهد حركة إصلاح حقيقي واتخذت خطوات كبيرة لتحقيق المصالحة الوطنية عبر الحوار وعملت لترسيخ مشاركة المواطن في صناعة القرار حتى يشعر بأنه شريك حقيقي ويتمتع بكل الحقوق ويجد الدعم والمساندة وتوفير الاحتياجات من قبل الحكومة التي نفذت توصيات تقرر تقصي الحقائق ومرئيات حوار التوافق الوطني.

وفيما يثيره البعض بان الحكومة لم تنفذ كل توصيات تقرير تقصي الحقائق، قال الجنيدي إن شعب البحرين يحتاج حاليا للأمن والاستقرار ويجب أن يشارك الجميع في الحوار، فحكومة البحرين تعاونت بشكل ايجابي واضح مع كل القضايا الحقوقية المثارة دون تمييز أو تفرقة بين المواطنين، لكن بالبعض يستغل تقارير المنظمات الدولية حول الوضع البحريني لكن يجب الانتباه إلى أن تلك المنظمات لها معايير خاصة لا تتناسب في الغالب مع الأوضاع العربية وهي لا تخلو من الغرض في بعض الأحيان وتخدم مصالح قوى دولية.

وردا على سؤال عن دور المنظمات العربية الحقوقية لمواجهة هذا الأمر، أجاب أمين عام المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن صوت الشعب العربي صار هو الأعلى حاليا وهو يعبر عن ضمير الأمة ويدافع عن مصالح الشعوب العربية قاطبة وتجاوز مواقف الأنظمة العربية التي تتعامل مع القضايا المثارة وفقا لمصالحها، ودعا الجنيدي في الختام القوى السياسية العربية ان تعمل من اجل تحقيق الوحدة العربية بوضع برامج تصب في صالح المواطن والبلدان العربية جميعها.

يذكر أن المركز الألماني الاستشاري مركز مختص بتقديم الاستشارات السياسية وتنظيم الفعاليات والمؤتمرات العلمية إلى جانب العديد من الأنشطة الاستشارية الرائدة تحت مظلة علمية واعدة وبسواعد عربية نابغة من أساتذة الجامعات في جميع التخصصات.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة