الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٧ - الاثنين ٣٠ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١١ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

حماية البيئة تعقب على مقال الأستاذ محمد مبارك جمعة:
د. زكريا خنجي: نقوم برصد مستوى الملوثات على مدار الساعة





تلقت «أخبار الخليج» رد الإدارة العامة لحماية البيئة والحياة الفطرية من الدكتور زكريا خنجي على عمود «بالشمع الأحمر» للزميل محمد مبارك جمعة حول دور الهيئة في رصد ملوثات الهواء في البحرين ودورها في التعرف على أسباب تفشي مرض سرطان الرئة بين البحرينيين. فيما يلي نص الرد:





في البداية نتقدم إليكم بجزيل العرفان على كل ما تكتبونه في عمودكم اليومي الرائع – بالشمع الأحمر – الذي يعكس بصورة جلية مدى اطلاعكم على مجريات الأمور في مملكتنا الغالية، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على مدى حرص الشباب البحريني على تطوير هذا البلد.

هذا الاهتمام من قبلكم يجعلنا دائمًا نقرأ ما تكتبونه ونكون حريصين على التفاعل مع سعادتكم حتى نوضح الأمور للمواطن من غير أن يلبس عليه المستحكم، لذلك فإنه يسعدنا أن نعقب على ما أشرتم إليه في عمودكم الذي نشر في يوم الخميس الموافق ١٩ يوليو ٢٠١٢ حول دور الإدارة العامة في التعامل مع إحصائيات مرضى سرطان الرئة، وكان حديثكم قد بني على مجريات الأحداث الناتجة عن حريق السوق الشعبي.

أستاذنا الفاضل، إن حريق السوق الشعبي لا يعد الأكبر في تاريخ المملكة فقبل سنتين تقريبًا، وبالتحديد في ١٩ أغسطس ٢٠١٠ شب حريق كبير جدا في منطقة السكراب وبالأخص في الاطارات المتراكمة في الموقع وأنواع أخرى من المواد الخشبية والبلاستيكية، واستمر الحريق مدة ٣ أيام تقريبًا وكان للإدارة العامة لحماية البيئة والحياة الفطرية دور كبير في حصر الأضرار البيئية والملوثات التي انبعثت خلال تلك الفترة ولقد نشرت وسائل الإعلام عن الإدارة كل تلك المعلومات آنذاك.

وفي مارس ٢٠٠٩ شب حريق كبير في مصنع التاج في منطقة السكراب أيضًا واستمر الحريق مدة يومين، وفي الحقيقة يعتبر هذان الحريقان في العقد الاخير الاكبر في السنوات الاخيرة وقد انبعث منهما أطنان من ملوثات الهواء انتقلت في الاجواء بفعل الرياح باتجاهات مختلفة.

وأما حريق السوق الشعبي، الذي قامت قوات الدفاع المدني بكل كفاءة واقتدار بإطفائه في وقت قياسي مما أسهم بصورة كبيرة في تقليل انبعاث الملوثات في الهواء الجوي وحماية الانسان والبيئة المحيطة، فلا يعد الأكبر، وإنما يميز هذا الحريق بأنه في وسط المناطق السكنية، وربما الأسوأ من ذلك أنه تزامن مع ظاهرة الانقلاب الحراري مما أسهم ذلك في بقاء الملوثات في مستوى سطح الأرض، لذلك كانت الإدارة العامة متابعة الحدث أول بأول.

وفيما يتعلق بتساؤلكم الكريم حول رد الادارة العامة لحماية البيئة والحياة الفطرية حول احصاءات وزارة الصحة عن المصابين بأمراض سرطان الرئة في البحرين وتفسير ذلك علميا، فنود أن نوضح أن الهيئة العامة وبهدف التعرف على مستوى وجودة الهواء الجوي تقوم برصد مستوى الملوثات على مدار الساعة في المحافظات الخمس حسب العرف العالمي بالغازات التي يتم رصدها وهي ١٣ ملوثا.

أما تفسير سرطان الرئة سواء في البحرين أو في غيرها من الدول، فإن المؤشرات تشير إلى وجود أسباب عديدة وكثيرة جدا للإصابة بهذا السرطان (أجاركم الله عز وجل وأهل البحرين منه)، وفي مقدمتها التدخين بأنواعه، ويأتي تلوث الهواء كأحد الاسباب وليس السبب الوحيد، وحسب المعلومات المتوافرة من رصد تلوث الهواء في أجواء البحرين فإن مستوى الملوثات يعد ضمن حدود المقاييس البيئية الدولية، وربما يتجاوز بعض الملوثات في بعض الاوقات لأسباب عديدة وخاصة أثناء حدوث ظاهرة الانقلاب الحراري.

وللعلم فإن مصادر ملوثات الهواء عديدة ومتنوعة فبالإضافة إلى المصانع هناك محطات انتاج الطاقة الكهربائية، والسيارات، والطائرات والسفن، كما يجب ألا ننسى أو نتغافل عن تلك الملوثات التي تعبر الحدود والدول فتنتقل من دولة إلى أخرى، فكثيرًا ما نعاني تلك النوعية من الملوثات التي لا نستطيع التحكم فيها، وإن كانت نسبة الملوثات في أجواء البحرين – حاليا – تعد في حدود المقبولة وغير المنذرة بالخطر.

من ناحية أخرى فعندما نود أن نحدد أسباب حدوث سرطان الرئة فإن ذلك يتطلب القيام بالعديد من الدراسات والبحوث للتقصي والتحقق ويتطلب توفير معلومات عن المريض، عاداته، تصرفاته، طبيعة عمله، سكنه، أكله، أين يقضي معظم وقته، التركيب الوراثي له، وما إلى ذلك. ومن ثم يتم ربط العلاقات من بينها وبمستوى تلوث الهواء في المنطقة التي يعمل، ويسكن، ويقضي بها وقته وتعرضه لهذه الملوثات، كل ذلك يستغرق العديد من السنوات.

وقبيل الختام، نود أن نلخص الحديث بقولنا ان جميع ما يتوافر لدينا من معلومات عن تلوث الهواء في أجواء المملكة وهي احدى المعلومات المفيدة للتعرف والتحقق من تأثيرها في الإنسان في البحرين وصحته، وليست هذه المعلومات الوحيدة التي يمكن بها تشخيص سرطان الرئة في المملكة، وهناك معلومات أخرى أكثر أهمية فجميع البيانات والمعلومات المتوافرة لدينا عن الهواء متاحة للباحثين والجهات العلمية والصحية للاستفادة منها في تشخيص جميع الامراض بما فيها أمراض السرطان وقاكم الله تعالى منه.

ختامًا، نود أن نتقدم لكم بالشكر الجزيل لتعاونكم ونود منكم الاستمرار في طرح مثل هذه القضايا البيئية التي نأمل من خلالها توضيح الكثير من الأمور العامة للمواطنين.









.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة