الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٧ - الاثنين ٣٠ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١١ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

في حلقة حوارية حول «العولمة»
«عبدالرحمن كانو الثقافي» يستضيف الدكتور محمد نعمان جلال





استضاف مركز عبدالرحمن كانو الثقافي الدكتور محمد نعمان جلال من جمهورية مصر العربية الشقيقة في حلقة حوارية بعنوان: «العولمة وآثارها على المنطقة العربية» بحضور رئيس وأعضاء المركز وعدد من المفكرين والأدباء والاقتصاديين والجمهور.

وفي بداية الحلقة عرّف الاستاذ زكريا رضي مدير الحوار، بالدكتور محمد نعمان وهو عضو المجلس المصري في الشئون الخارجية، وعضو منتدى الفكر العربي بعمان، وعضو المجلس القومي بحقوق الإنسان في مصر، وعضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، ونائب المندوب الدائم لمصر في الأمم المتحدة في نيويورك، ومندوب مصر الدائم في جامعة الدول العربية وتقلد عددا من المناصب الدبلوماسية، وشارك في العديد من المحاضرات في عدد من جامعات المملكة.

وقال الدكتور نعمان إن العولمة ورغم انها نشأت في الثمانينيات من القرن الماضي فانها في حقيقتها ظاهرة ليست جديدة وموجودة في واقعنا، فالإسلام انتقل وانتشر من شبه الجزيرة العربية إلى جميع أنحاء بقاع العالم وهو تمثيل حقيقي للعولمة، وعندما انتقلت إلى المعنى المعاصر أصبحنا نواجه ظاهرة جديدة فتغير مفهومها وإرهاصاتها الأولى، فتنوعها وشموليتها جعلاننا نواجه ظاهرة جديدة، فالجميع أصبح يعيش بطريقة غير مباشرة ولا شعورية مع هذا المفهوم الجديد وأصبحت العولمة تواجه مختلف القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مضيفا ان العولمة تصب في المجال الاقتصادي في المقام الاول حيث إن الاقتصاد هو المؤثر الرئيسي في تأثر وتطور المجتمع، معرفا العولمة بأنها حرية حركة الأفراد والسلع والثقافة والخدمات والتجارة، وهو مفهوم غربي بحت حيث يعتبرها الغرب أساس التقدم.

وأوضح الدكتور محمد نعمان ان العوامل الموضوعية تجعل العالم العربي في مأمن من مواجهة العديد من المشكلات والمصاعب، وليس معنى ذلك انه لا توجد مشكلات يواجهها العالم العربي، فهناك مسألة التخلص من بقايا مرحلة الاستقلال الوطني كالقضية الفلسطينية التي لاتزال تحت الاحتلال وبعض الأجزاء العربية، أما التحدي الآخر فهو التطور العلمي الذي لم يستفد منه العرب إلا أنهم اكتفوا بأخذ ثمرات هذا التطور، رغم ان علماء العرب والمسلمين قدموا إسهامات جليلة للحضارات وأصدروا العديد من المجلدات العلمية كانت هي أساس تقدم علوم الطب والحساب. والآن وقد تراجع الطب والمدارس والجامعات ولم نأخذ سوى ثمرات الإنتاج الغربي.

وأكد الدكتور نعمان أهمية بناء الإنسان العربي، مسترشدا بما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء الإنسان المسلم، فقد كانت أعداد المسلمين قليلة، وتمكن بفضل الله من بناء شخصية المسلم المسلح بالإيمان والعلم والعمل والأخلاق والصبر، فالإنسان العربي اليوم هو بحاجة إلى أن يعاد بناؤه فكريا وثقافيا واجتماعيا، وان يكون العمل فيما بين الجميع مشتركا، حتى يستطيع أن يواجه المجتمع المعاصر ويواكب ظاهرة العولمة، مشيرا إلى وجود قوة أدت إلى كثير من الحراكين الاجتماعي والسياسي في المنطقة العربية وهي قوة الشباب المسلح بأدوات الاتصالات والتكنولوجيا، والقوة الكامنة في روح الشعوب.

وأشار الدكتور محمد نعمان إلى توافق بكين، فنتيجة التقدم الذي أحدثته الصين في مجال الصناعة والاقتصاد، أدى إلى ظهور تطور اقتصادي ضخم في الصين ونقلها نقلة نوعية من دولة فقيرة ومتخلفة إلى دولة أكثر تقدما، وأصبحت القوة الثانية في اقتصاد العالم، وذلك نتيجة الوصفة الصينية التي عملت على خلط الفكر الغربي مع الفكر الاشتراكي، مضيفا ان توافق بكين قائم على ركائز فكر غربي هي حرية السوق والتصدير وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، ووصفة اشتراكية هي مراعاة الفقراء وعدم فصل العمال من المصانع بل تشجيعهم على تطويرها والحصول على مزيد من الإنتاج، بالإضافة إلى التركيز في المصالح الاقتصادية وترك السياسة جانبا، حيث استطاعت الصين من خلال هذا التوافق أن تصبح القوة الاقتصادية الثانية، ولديها اكبر المدخرات الرأسمالية حتى باتت من اكبر الدائنين للولايات المتحدة.

وفي ختام الحلقة الحوارية أعرب الدكتور محمد نعمان عن شكره وتقديره لمركز عبدالرحمن كانو الثقافي على استضافته في هذه الحلقة القيمة، ومناقشة احد اهم المواضيع المهمة، مشيدا بتجاوب الحضور معه وتفاعلهم مع محاور الحلقة.











.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة