الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٢٢ - الثلاثاء ٢٧ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٤ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

افتتحته وزيرة حقوق الإنسان أمس

مشروع لمساعدة الطفل البحريني على قبول الآخر





أكدت الدكتورة فاطمة محمد البلوشي وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية أن نجاح أي مبادرة وطنية لا يكون إلا بتلاحم جميع أطياف المجتمع في ظل القيادة الحكيمة في منظومة واحدة متناغمة تحقيقا للوحدة الوطنية، وتأتي أهمية المشروع كإحدى المبادرات لتحقيق بعض توصيات تقرير اللجنة الوطنية المستقلة لتقصي الحقائق التي نصت على ضرورة العمل على نشر ثقافة حقوق الإنسان، وقيم التسامح وقبول الآخر المختلف.

جاء ذلك خلال افتتاحها صباح امس أعمال مشروع وطني من أجل مساعدة الطفل البحريني على قبول الآخر، وتعزيز التفكير الايجابي، والتعامل مع الاثار النفسية للأزمة، واستخدام بدائل ايجابية للعنف وذلك تحت مظلة مشروع «التكيف مع الأزمات» ضمن فعاليات حملة المصالحة الوطنية «وحدة وحده» في مرحلتها الثانية التي تستمر حتى ٢٢ مايو ٢٠١٢ في المركز الوطني لدعم المنظمات الاهلية.

وألقت الوزيرة البلوشي كلمة أوضحت فيها ان هذا المشروع سينطلق بالتعاون مع اللجنة الوطنية للطفولة ومؤسسات حكومية وخاصة ومؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة بالطفولة من أجل مساعدة الجيل الجديد على التعامل مع آثار الأزمات، وتربيته على أسس تربوية جديدة تقوم على غرس المواطنة الصالحة والتسامح.

وأشارت الى ان المشروع يستهدف بشكل رئيسي المرشدين النفسيين والأسريين والاجتماعيين والتربويين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، وممثلين عن بعض الجمعيات التي تعنى بالطفولة من المدن والقرى ليكونوا روادا محليين بحيث يقومون بتطبيق ما تدربوا عليه على الأطفال في معسكرات صيفية للأطفال، ثم تعميمه على سلوكهم في البيت والمدرسة والمجتمع.

وذكرت أن منظمي حملة «وحدة وحده» أقرّت محددات المشروع الوطني لتكييف الطفل مع الأزمات من خلال تدريب ٣٠ من رواد التغيير من المرشدين الأسريين والنفسيين والاجتماعيين والاختصاصيين النفسيين مدة ١٢ أسبوعا، وفي جولة أخرى من المشروع يجري تنظيم معسكرات صيفية للأطفال بالتعاون مع بعض الاختصاصيين والفنانين لتطبيق ما تم التدرب عليه في ورش العمل وتدريب «فرسان سلام» من الأطفال، يقوم خلالها الأطفال بنشاطات في أساليب حل الخلاف، والتعامل مع الغضب، وتنمية المهارات الاجتماعية، والقيام بنتاج شعري وفني ومسرحي للتعبير عن موضوع التعايش والتسامح ونبذ العنف.

وقالت الوزيرة البلوشي ان هذا المشروع يأتي كخطوة مساندة للإسهام في علاج ما خلفته الأحداث المؤسفة الماضية من تداعيات نفسية خطرة تركت أثرا بالغا في نفوس الأطفال واليافعين، ولما كان لهذه الفئة العديد من الخصائص النفسية التي تجعلها أكثر تعرضا للخطر لكونها الحلقة الأضعف في المنظومة المجتمعية استدعى ذلك التدخل السريع من أجل مساعدتهم على التوافق النفسي مع آثار الأزمة بشكل يحقق التوافق النفسي والوطني.

وقالت الوزيرة إنه سيجري ضمن فعاليات المشروع الوطني مساعدة الأطفال واليافعين على التعامل مع الآثار النفسية للأزمة التي مرت بها البحرين عن طريق تشجيع أساليب التعبير المختلفة للتخلص من المشاعر السلبية عن طريق اللعب والرسم والتعبير الشفوي والكتابي والسيكودراما، وبث روح التفاؤل والتفكير الايجابي في نفوس الأطفال والشباب عن طريق محاربة الأفكار اللاعقلانية وتعزيز الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة الأزمات، والتدريب على استخدام بدائل ايجابية للعنف كأساليب توكيد الذات، والتأمل، والاسترخاء العضلي والذهني إضافة إلى التدريب على مهارات حل الصراع والخلاف لمساعدة الأطفال على حل مشكلاتهم بأنفسهم، بتعزيز مهارات الحوار والإقناع، والتعبير عن المشاعر، وفهم العواقب المترتبة على سوء السلوك، حتى يتحلوا بصفة تحمل المسئولية، وتعزيز سلوك الاستقلالية من أجل الوصول إلى حل للمشكلات من دون اللجوء إلى العنف.

وقالت الوزيرة إنه يتعين نشر ثقافة حقوق الطفل لكونها جزءا لا يتجزأ من حقوق الإنسان، وانسجاما مع تعاليم الدين الإسلامي، والقيم الإنسانية العالمية، التي تؤكد أهمية التسامح والتعاون والعدالة والمساواة من أجل تصفية القلوب، لرأب الصدع، وإعادة الثقة بين جميع الأطراف لما فيه مصلحة الوطن الواحد الذي يجب أن يبحر فيه جميع المواطنين بجميع اختلافاتهم في قارب واحد.

وذكرت في ختام كلمتها ان حملة المصالحة الوطنية هي حملة طويلة المدى، وستتضمن المرحلة الثالثة والرابعة مراحل متقدمة شعبيا وعلميا وتعاونيا، ويركز في هذه المراحل على الهوية البحرينية وربطها بالهوية الخليجية لتحديد احتياجات الفرد البحريني وربطه بأي مقترح لبرامج مستقبلية حتى يتسنى إيصال المعلومة والتأثير الإيجابي على المواطن، وسيكون هناك طرحان آخران أحدهما اقتصادي والآخر اجتماعي لدعم الشباب، ويعمل هذان الطرحان على تشجيع انخراط المجالس البلدية وجميع مؤسسات المجتمع المدني والهيئات الاقتصادية والاجتماعية والوزارات والمحافظات في وضع تصورات لدعم الشباب والمساهمة في التلاحم المجتمعي والدفع بفكرة العمل المجتمعي التطوعي Communal Work، وتشجع هنا الفئة الوطنية التجارية على المشاركة المادية أو اللوجستية أو المعنوية للانخراط في هذه الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية، وفي فترة لاحقا سيجري إصدار سلسلة نشرات وكتيبات إرشادية مصورة للمربين لمساعدة الأطفال على التكيف مع الأزمات النفسية واستخدام بدائل ايجابية للعنف.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة