الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٩٦ - السبت ٩ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١٩ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين


رئيس تجمع الوحدة الوطنية يطرح دعوة إلى حل الأزمة التي تمر بها البحرين





طرح الشيخ الدكتور عبداللطيف محمود آل محمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية دعوة لإنهاء الأزمة التي تمر بها البحرين، وذلك لمصلحة جميع المواطنين بمختلف انتماءاتهم.. مشيرا إلى أن هناك مجموعة من المبادئ التي تحكم إنهاء الأزمة لمصلحة الجميع.. معددا ١١ مبدأ رئيسيا ومنها ما يلي:

} قيادات الأمة من الدينيين والسياسيين ورؤساء الجماعات والحكماء من جميع الأطراف مطالبون بأخذ زمام المبادرة.

} إيقاف جميع أعمال العنف وإدانتها لتهيئة الأجواء التي تشجع على التحرك لإنهاء الأزمة.

} لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يكون الحل على حساب الوطن والمواطنين أو على حساب الأمن والأمان.

} تطبيق القانون بغير انحياز على أي طرف.

} لا مكافأة لمن خربوا وتآمروا على الوطن والمواطنين، ولا معاقبة لأحد على إبداء الرأي السياسي.

} لا بد أن تعترف الأطراف ببعضها البعض على أساس المشاركة في الوطن لتنتهي الأزمة.

} أن يكون الحل بيد أهل البحرين وليس بأيد خارجية.

} أن يتم التوصل إلى حلّ نهائي وليس مجرد حلّ جزئي.

} وضع كل الضمانات لعدم العودة إلى التأزيم من جديد

(التفاصيل)

في خطبة الجمعة بجامع عائشة أم المؤمنين بمدينة الحد تحدث فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف آل محمود رئيس الوحدة الوطنية عن «حل الأزمات بين المسلمين».. فماذا قال؟

قال الله تعالى عن أمة محمد (ص): «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ».

- ونهى أبناء الأمة عن التفرق والاختلاف الذي يمزق صفهم فقال سبحانه: «إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إلى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ».

- كما دعا المختلفين من الأمة إلى الإصلاح فيما بينهم فقال سبحانه: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ».

وإذا وصل الخصام بين المتنازعين من الأمة إلى القتال وجب على الأمة أن تعمل على منعه بالإصلاح أولا ثم بقتال الباغي من الطرفين فقال سبحانه: «وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ».

من هذه المقدمات كان لا بد من تجديد الحديث حول العمل على إنهاء الأزمة التي تمر بها البحرين لمصلحة جميع المواطنين بمختلف انتماءاتهم. هناك مجموعة من المبادئ التي تحكم انهاء الأزمة لمصلحة الجميع ومن أهمها:

١. لا بد لكل مشكلة من حل، وكلما كان الحل سريعا كانت استفادة الأطراف أكثر. تلك مقدمات لا يختلف عليها، وإذا أبت بعض الأطراف القبول بالحلول المطروحة فالخسارة عليها تكون أكثر وخاصة بعد أن تتضح كثير من الأمور التي كانت خافية.

٢. قيادات الأمة من الدينيين والسياسيين ورؤساء الجماعات والحكماء والعقلاء والجماعات من جميع الأطراف مطالبون بأخذ زمام المبادرة والعمل على الإصلاح.

٣. إيقاف جميع أعمال العنف وإدانتها لتهيئة الأجواء التي تشجع الناس على التحرك لإنهاء الأزمة.

٤. المحافظة على انتمائنا العربي والإسلامي في هذا الوطن أصل ثابت لا نتزحزح عنه ولا تفريط فيه. فقد اتضحت المخططات التي تريد أن تلحقنا بغير انتمائنا العربي والإسلامي، والسياسة لا دين لها ولا مذهب لها ولا أخلاق لها، وبعض الأنظمة التي تدعي الإسلامية يقاسي منها أهلها من المسلمين ومن العرب الأصليين الذين ينتمون إلى تلك الأرض أسوأ المعاملة حتى في حقوقهم الدينية وتميز بينهم على أساس انتمائهم العرقي.

٥. نعلم أن لكل حل ثمنا يدفعه كل طرف، ولكن لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يكون الثمن على حساب الوطن والمواطنين وعلى حساب الأمن والأمان.

٦. تطبيق القانون من غير تمييز ضد أي طرف وليس على حساب طرف آخر.

٧. ألا تقدم مكافأة للظالمين الذين قاموا بأعمال التخريب والتآمر على الوطن والمواطنين ولمن بث الحقد والكراهية في النفوس، ونحن ضد أن يعاقب المواطن على إبداء رأيه السياسي.

٨. لا بد أن تعترف كل الأطراف ببعضها البعض على أساس المشاركة في الوطن لتنتهي الأزمة ويتشاركوا جميعا في الوصول إلى الحل، أما أن تصرّ بعض الأطراف على أنهم هم المعنيون وحدهم بمستقبل البحرين وأنهم هم الشعب وأن غيرهم ليس له هذه الصفة أو محاولة التمييز بين المواطنين على أساس المذهب، فهؤلاء أصلاء وأولئك دخلاء فذلك هو الاستكبار على بقية الأطراف، وهذا الاستكبار يوضح المقاصد بأنهم يريدون دولة دينية مفصلة على مقاييسهم. ولقد رأينا إسرائيل في مفاوضاتها تصرّ على اعتراف الدول العربية على اعتبار أنها دولة دينية، وهذا يعني العمل على إخراج من ليس يهوديا من أرض فلسطين من أبنائها وسكانها سواء أكانوا مسلمين أم مسيحيين أو القبول بالعيش فيها على أنهم من درجة أقل.

٩. نريد أن يكون الحل بأيدينا لا بأيدي غيرنا، ولذلك لا نريد أن يتدخل بيننا أحد من القوى الخارجية أيا كان انتماؤها قريبة منا أو بعيدة عنا. وإننا نرى رأي العين بعض القوى الخارجية تساند المعتدين على الوطن والمواطنين وهؤلاء يعتمدون على مساندتهم لهم للاستمرار في إبقاء الأزمة. وقد اتضحت من خلال الأزمات التي مرت ببلداننا العربية والإسلامية أن بعض القوى الخارجية لها مخطط لتفريق أهل الإسلام وتمزيقهم وإيقاع التناحر بينهم، واللوم لا يقع على أعداء الأمة إذا عملوا لتنفيذ مخططاتهم، ولكن يقع اللوم على من يعمل معهم من المنتمين الى الأمة لتحقيق مآربهم الخاصة على حساب الأمة. وما أمر العراق الشقيق عنا ببعيد، ورغم مرور ما يقرب من عشر سنوات فإنهم لم يستطيعوا أن يستقروا وأن يأمنوا على أنفسهم وعلى أوطانهم ومُزقوا شرّ ممزق بأيدي تلك القوى الخارجية التي تدخلت بدعوى مساعدتهم على الحل.

١٠. لا بد من الوصول إلى حل دائم ببحث جميع القضايا السياسية والدينية والاجتماعية، فالحل الجزئي لا يؤدي إلا إلى حل جزئي مؤقت.

١١. من المهم الوصول إلى ضمانات لعدم العودة الى مثل هذا التأزيم بعد كل فترة من الفترات كما هدد بعض الأطراف بها، وذلك لمصلحة الأجيال الحاضرة والأجيال القادمة من أبناء هذا الوطن.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

من أصداء الحوار

عندما نتصدى بالكتابة عن وزير الداخلية فإننا لا نتناول شخصه الكريم، إنما نخوض في معاناة شعب بأكمله، ونتعامل ... [المزيد]

الأعداد السابقة