الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٤٩ - السبت ١٤ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٠ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

في مسيرة كبرى دعا إليها شباب صحوة الفاتح:
ضاق المواطنون ذرعا بما يحدث على الساحة





خرجت مسيرة شعبية غاضبة من جامع الفاتح بالمنامة بعد صلاة الجمعة أمس، بناء على دعوة من شباب صحوة الفاتح تحت شعار: «جمعة التصعيد» حيث طالبوا بتطبيق القصاص على قتلة رجال الشرطة دوسا بالسيارات.

وأعلن المشاركون في المسيرة أن الشارع البحريني قد ضاق ذرعا بما يقوم به الانقلابيون من ترويع للآمنين وعنف ممنهج ضد رجال الأمن.. كما وجهوا رسالة الى السلطات مقتضاها ان «من أمن العقوبة أساء الأدب»، فإن رضي بها البعض فإن الشعب لن يرضاها، ومن الضروري تطبيق العدالة والمساواة، فلا تهم المصالح الشخصية ولا الضغوط الخارجية.. وتساءلوا أين العدل في العفو عن المجرمين ومعاقبة الشرفاء؟

كما طالبوا بتحقيق المطالب المشروعة التي كفلها الدستور وهي الأمن والأمان من الزمرة الارهابية التي تستورد الأساليب الخارجية للانقلاب على البلاد، وباستقلال القضاء من دون محاباة طرف على آخر.. وتساءلوا: إذا كانت الحكومة تستمع لمن يعلو صوته فإن الشعب مستعد للنزول الى الشارع بكل سلمية للدفاع عن حقوقه.

وأكدوا أيضا ان الوحدة أساس العمل السياسي.. ولكن هناك من يريد أن يفرض سياسة «فرق تسد».. مشيرين الى أن شباب صحوة الفاتح يبذل جهودا في سبيل توحيد الجمعيات السياسية المختلفة العاملة ضمن تيار الفاتح.. وقد لاقت هذه الدعوة ترحيبا من عدد منها.. كما أكدوا في بيان لهم بعد المسيرة: لن نرضى بأن تضيع حقوقنا وتداس كرامتنا أو يهان القانون في سبيل صفقات مشبوهة واسترضاء من أجرموا وخالفوا القانون.

(التفاصيل)

خرجت حشود من المواطنين البحرينيين في اعتصام ومسيرة شعبية غاضبة بعد أداء صلاة الجمعة بجامع الفاتح، بدعوة من شباب صحوة الفاتح تحت شعار «جمعة التصعيد»، حيث طالب المشاركون فيها بتطبيق القصاص على القتلة المجرمين الذين قاموا بأبشع جريمة عرفها تاريخ مملكة البحرين بقتل رجال الشرطة دوساً بالسيارات، واعتبروا أن تأجيل القضية وإعادة التحقيق فيها ليس إلا جراء تدخل سافر في أحكام القضاء، فبحسب ما يرونه من الأدلة والتسجيل المصور بالفيديو فإنه لا مجال للشك في أنهم من ارتكب الجريمة، ولقد ضاق الشارع ذرعاً بما يقوم به الانقلابيون من ترويع للآمنين وعنف ممنهج ضد رجال الأمن، ومن جانب آخر قيام الحكومة بالمماطلة والتسويف في تطبيق العدالة والقانون.

ووجه المنظمون خلال الاعتصام رسالة إلى السلطات بأن «من أمن العقوبة.. أساء الأدب» فإن رضي بها البعض فإن الشعب لن يرضاها، ومن الضروري تطبيق العدالة والمساواة فلا تهم المصالح الشخصية ولا الضغوط الخارجية، فأين العدل في العفو عن المجرمين ومعاقبة الشرفاء؟ كما طالبوا بتحقيق المطالب المشروعة التي كفلها الدستور وهي الأمن والأمان من الزمرة الإرهابية التي تستورد الأساليب الخارجية للانقلاب على البلاد، واستقلال القضاء من دون محاباة طرف على آخر، متسائلين إن كانت الحكومة تستمع لمن يعلو صوته فإن الشعب مستعد للنزول إلى الشارع بكل سلمية للدفاع عن حقوقه. وأكدوا أن الوحدة هي أساس العمل السياسي، وهناك من يريد أن يفرض سياسة «فرق تسد»، ولكن اتحاد أهل الفاتح هو من أفشل هذه الخطة الخبيثة، وان شباب صحوة الفاتح يبذل جهوداً في سبيل توحيد الجمعيات السياسية المختلفة وقد لاقى ترحيباً من عدد منهم.

وحمل المشاركون أعلاماً لمملكة البحرين ولافتات تعبر عن مطالبهم كما رفعوا حبل المشنقة معلقاً فيها صور للمجرمين الأربعة قتلة رجال الأمن، وقاموا بتوقيع عريضة مطبوعة بطول ٣٣ متراً تمثل عدد جزر المملكة شارك فيها الكبار والصغار من الجنسين، فيما لم تتمالك الجماهير ثورتها فتسلقت الأسوار إلى خارج الجامع مما استدعى وقوف رجال حفظ الأمن لمنعهم من الوصول إلى الشارع الرئيسي الذي تم إغلاقه لدواع أمنية، في حين أكد المنظمون سلمية التحرك وان ما يقومون به ما هو إلا دفاع عن حقوق رجال الأمن وتقديراً للشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل الوطن.

وفيما يلي نص بيان صحوة الفاتح:

نلتقي مرة أخرى في هذا المكان الطاهر الذي جمع أهل البحرين الشرفاء في وقفة تاريخية قلبت موازين القوى وأفشلت خطط الانقلابيين. نلتقي لنعبر عن مطالب أهلنا أهل الفاتح، عن مطالب رجل الشارع الذي ضاق ذرعاً بعبث زمرة الترويع والفوضى وتصعيدهم وعنفهم واعتداءاتهم المتكررة، وضاق ذرعاً بصورة أكبر بعبث السلطة ومماطلتها وتسويفها في تطبيق العدالة وفرض القانون..

إن هذا المواطن البسيط تتلاطم به أمواج العدوان والدفع نحو الصدام من قبل ما يسمى المعارضة التي تغلق الشوارع وتستخدم المولوتوف وتروع الآمنين، وفي نفس الوقت تتلاطم به أمواج القرارات التي تأتي من السلطة بهدف استرضاء هذه الفئة والعفو المستمر. ونحن نطلقها هنا في هذا المكان الطاهر الكريم: لا للاسترضاء، لا للاسترضاء، لا للاسترضاء.

إن العدل والمساواة وسيادة القانون هي مطالبنا. ولا يهمنا مصالح شخصية أو ضغوط خارجية أو أموال في بنوك الغرب يخاف عليها كبراؤنا. إن رسالتنا إلى السلطات هي بسيطة ويفهمها الجميع: من أمن العقوبة أساء الأدب. والإساءة إذا رضي بها أحد فنحن لن نرضاها. ولئن كان العدل هو أساس الملك، فقد جاء في الأثر أن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة. فأين العدل في العفو عن المسيء والتغاضي عن المجرم وإضاعة حقوق الناس الخاصة والعامة خوفاً على مصالح ضيقة أو خوفاً من ضغوط الدول الكبرى؟ يقول الله تعالى: «أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين».

إن مطالب البحرينيين المخلصين هي أن ينالوا حقوقهم المشروعة التي أقرها الدستور وارتضتها الشعوب وأهمها:

أولاً: الأمن والأمان في منازلهم ومدنهم وقراهم من إرهاب زمرة الترويع التي استوردت هذه الأساليب والأجندة من خارج ثرى البحرين الطاهرة.

ثانياً: استقلال القضاء الذي هو حق يكفله الدستور والميثاق علاوة على أنه من أسس الدولة المدنية الحديثة.

لقد مل المواطن الشريف الترويع الذي يقوم به أدعياء السلمية وسياسة التنازلات المتبعة من الدولة. ولذا فإن شباب الفاتح يوجهون خطابهم اليوم إلى الطرفين ويعلنونها لجميع من أهمه الأمر: لقد تعلمنا الدرس فشكراً للانقلابيين وشكراً للسلطة. إن الدرس الذي تعلمناه هو أن الذي يعلو صوته هو الذي تتحقق مطالبه، ولذا فإننا لن نرضى بأن تضيع حقوقنا وتداس كرامتنا ويهان القانون في سبيل صفقات مشبوهة واسترضاءً لمن أجرم وخالف القانون. وإذا كان ما ترغبون فيه هو النزول إلى الشارع فنحن على استعداد لذلك بكل حضارية وسلمية لكننا لن نتردد في الدفاع عن حقوقنا ولن نرضى بأن نهان في أرضنا ووطننا.

لا شك أن الوحدة من مستلزمات العمل السياسي والوطني، كما لا نشك أن هناك العديد من الأيادي التي تعبث بوحدتنا وتعمل على تفريق كلمة أهل الفاتح. وهم يقتدون بسياسة المستعمر الأجنبي «فرق تسد» ولكننا نقول لهم ان اتحاد تيار الفاتح هو الذي حفظ للبلاد توازنها وأفشل خطط الفئويين المدعومة من الخارج. ولهذا فقد بذل شباب صحوة الفاتح جهوداً في سبيل توحيد جمعياتنا السياسية ومازالت تلك الجهود متواصلة. ولقد قمنا بحراك متواصل لتحقيق هذه الوحدة، ونبشركم بأننا قد تقدمنا بمبادرة لاقت قبولاً من الجمعيات الرئيسية في تيار الفاتح، ونحن نقوم حالياً بوضع آليات العمل، لكي تعود إلى شارعنا وحدته ويكون رقماً صعباً يسهم في استقرار هذا الوطن ومنع أطماع المتربصين به والحاقدين.

إننا كشباب نؤمن بأننا يجب أن نتحمل المسئولية الملقاة على عاتقنا ولن نهدأ ولن نركن إلا بعد أن يحفظ الحق لقومنا وأهلنا ونرى القانون مطبقاً والقضاء مستقلاً والفساد قد دُحر. وسنظل نسمع صوتنا الحر لجميع الأطراف بجميع الوسائل المتاحة أملاً في أن يصلح الله حال وطننا وأن يحفظها من كيد المعتدين وسوء تدبير المسؤولين.

اللهم احفظ مملكة البحرين وشعبها من كل مكروه، وأنعم علينا بنعمة الأمن والأمان وانصرنا على من أراد بهذه البلاد سوءاً وارحمنا إنك نعم المولى ونعم النصير.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة