الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٤٩ - السبت ١٤ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٠ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

للتعريف ببرنامج تحسين أداء المدارس

مسئولو وزارة التربية يلتقون أهالي الشمالية





ضمن حملتها التوعوية الرامية إلى التعريف ببرنامج تحسين أداء المدارس عموما وتحسين الزمن المدرسي وزيادة فاعليته على وجه الخصوص، التقت وزارة التربية والتعليم ممثلة بوكيلها المساعد للتعليم العام والفني الأستاذ ناصر محمد الشيخ والأستاذة أحلام العامر رئيس مدارس أول والدكتور عبدالغني صالح الشويخ مدير إدارة المنظمات واللجان مع الأهالي في المحافظة الشمالية بحضور محافظ المحافظة الشمالية جعفر بن حسن بن رجب، ونائب المحافظ جاسم أحمد الوافي، والنائب سلمان الشيخ، وعدد من ممثلي الجمعيات والأندية والصناديق الخيرية وأولياء أمور الطلبة.

وقد تحدث الأستاذ ناصر الشيخ إلى الأهالي عن مبررات استحداث مشروع تحسين أداء المدارس، مؤكدا أن التحسين هدف استراتيجي يأتي ضمن مشروع إصلاح التعليم الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس التنمية الاقتصادية في العام ٢٠٠٥، ويتضمن باقة من البرامج لتحسين أداء المدارس بناء على تشخيص الجهات المستقلة وبيوت الخبرة العالمية التي اقترحت التالي:

- تطوير دور مديري المدارس وتحويلهم من مجرد إداريين إلى قادة تربويين حقيقيين، يقودون عملية التحول التربوي.

- الاهتمام بتحسين السلوك الطلابي.

- تطوير عملية التدريس التي تعاني من خلل ليس بسبب ضعف المعلمين، بل لحاجتهم لإتقان الإدارة الصفية الحديثة.

- تحسين التدريس بتدريب المعلمين، وتطوير المناهج، وتحسين البيئة الصفية خاصة، والبيئة المدرسية عموما، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بإتاحة الوقت الكافي للمعلم.

جهود الوزارة للبدء في التحسين بناء على التشخيص السابق:

- القيادة: قامت الوزارة بإعداد وتطوير الإداريين ليتحولوا من إداريين إلى أكاديميين، وتمت هيكلة وتوصيف الإدارة بما يجعل الشغل الشاغل هو الإشراف على تطبيق برامج التحسين.

- سلوك الطلبة: وقد قامت الوزارة بتنفيذ خطة للتواصل مع أولياء الأمور وتعزيز دور الإشراف الاجتماعي وحققت الوزارة تقدما ملحوظا، وخير مثال على ذلك تجربة مدرسة أبوصيبع الابتدائية للبنين.

- التدريس: قامت الوزارة بتدريب (٣) آلاف معلم ومعلمة على الطرق الصحيحة والحديثة للإدارة الصفية وأفضل السبل لإدارة الزمن.

- المناهج: ويجري في خط مواز تحسين لتدريب المعلمين تحسين وتطوير المناهج بشكل عام وتطوير وتحسين مناهج اللغة الإنجليزية، والرياضيات، والعلوم بشكل خاص.

- البيئة المدرسية: وبما أن التحسين عموما يستلزم تحسين البيئة المدرسية، قامت الوزارة باستبدال جميع المكيفات في المدارس الثانوية وعددها (٤١١٥) مكيفاً عادياً و(٩٩٢) مكيفاً مجزأ بكُلفة بلغت (٧٨٩٨٥٦) ديناراً، ويجري استكمال مظلات للطلبة في كل المدارس الثانوية، بالإضافة إلى الاهتمام بالمرافق الصحية، وتوفير فضاءات للأنشطة، واستراحات وأماكن للصلاة والراحة.

- الزمن المدرسي: لقد تواصلت الجهود في المجالات السابقة كمفردات لتحسين الأداء، وبقيت مشكلة أخرى وهي «الزمن المدرسي»، فالحصة زمنها محدود، وبدا المعلم غير قادر على التقدم في ظل محدودية الزمن، ومن هنا جاءت الحاجة إلى زيادة زمن الحصة من (٤٥) دقيقة إلى (٦٠) دقيقة، على الأقل في المواد الأساسية.

وقد قامت الوزارة بتجربة تحسين الزمن المدرسي وزيادة فاعليته في مدرسة المحرق الثانوية للبنات، وواجهت الكثيرون بالرفض في البداية، ومنهم معلمات، وأولياء أمور، وطالبات، ولكن بعد مضي سنتين أصبح الجميع مقتنعا بجدوى تحسين الزمن المدرسي وزيادة فاعليته، بعد رؤية النتائج المشجعة. ولذا فإن القرار الذي أصدره مجلس الوزراء في ٢٤/٧/٢٠١١ بتعديل الزمن المدرسي كان نتيجة دراسة امتدت سنين، وتقييم متأن، ومراجعة مستمرة شاركت فيها بيوت الخبرة العالمية بالإضافة إلى وزارة التربية والتعليم، ولذلك تحتاج الوزارة إلى تفهم المجتمع ودعمه ولا تستطيع المضي في تحسين الأداء إلا إذا كانت مفردات التحسين وآلياته متضافرة، ولا يمكن إحداث التغيير المطلوب بأن نأخذ بعض هذه المفردات ونترك الأخرى فهي برنامج متكامل للتحسين.

معلومات إحصائية مهمة

إن الجدل الذي يدور حول «تحسين الزمن المدرسي وزيادة فاعليته»، والذي يروق للبعض تسميته «تمديد الوقت» فقط، هو جدل محسوم سلفا إذا ما تذكرنا أن ٧٥% من المدارس الخاصة في مملكة البحرين يدرس فيها الطالب أكثر من ٩٠٠ ساعة في السنة، وأن الزمن المدرسي فيها يستمر إلى ما بين الساعة الثانية والثالثة بعد الظهر، في حين أن الطالب في المدارس الحكومية يدرس (٦٣٥) ساعة في السنة، وينتهي دوامه المدرسي في الساعة (٣٠١).

وبالإضافة إلى المثال المحلي السابق رصدت الوزارة (٧) نماذج عالمية من أوروبا وأمريكا الشمالية وشرق آسيا تصل فيها ساعات التمدرس إلى (٩٢٠) ساعة في السنة، ورجعت الوزارة إلى المعيار المعتمد لمنظمة اليونسكو وهو (١٠٠٠) ساعة في السنة، وبعملية حسابية نجد أن الطالب البحريني يخسر حوالي (٣٦٠٠) ساعة مقارنة بأقرانه في الدول المتقدمة خلال (١٢) سنة يقضيها على مقاعد الدراسة، أي ما يعادل ثلاث سنوات من عمر الطالب، وهذا الأمر لا يمكن الاستمرار فيه ونحن بصدد التحسين والتطوير، بل وينتظر من المجتمع أن يطالب بزيادة عدد الساعات وفاعلية الزمن المدرسي، إذ لا يعقل أن يكون الطالب البحريني أقل من غيره سواء في المدارس الخاصة أو في الدول المتقدمة، على أن المأمول من وراء التحسين عموما هو تحسين المخرجات وجعل البحريني خيارا مفضلا لسوق العمل وقادراً على المنافسة.

وأشار الوكيل المساعد إلى مزايا تطبيق هذا المشروع بالنسبة إلى الطالب وولي أمره والمعلم، فبالنسبة إلى الطالب فإنه يساعده على تخفيف الواجبات المنزلية وإنجاز معظمها في المدرسة، وتوفير وقت كافٍ للفهم والاستيعاب والتعلم الأعمق مع إمكانية التعلم مع الأقران، إلى جانب تحسين جودة المخرجات التعليمية.

وبالنسبة إلى ولي الأمر فهذا المشروع يضمن حصول الأبناء على دعم دراسي أفضل في المدرسة، وامتلاك الأبناء مهارات كافية تؤهلهم لمتطلبات سوق العمل، وشغل أوقاتهم بما يعود بالنفع عليهم.

أما بالنسبة إلى المعلم فإن المشروع يساعده على إكمال المناهج الدراسية في الوقت المناسب، والانتهاء من متابعة أعمال الطلبة وتقييمها أثناء الحصة الدراسية، وبناء علاقة أفضل معهم، وإنجاز متطلبات التمهن خلال اليوم الدراسي، وتحسين الوضع الوظيفي.

مداخلات الأهالي

وتركزت مداخلات الأهالي على موضوعات مثل تطوير المناهج، وتهيئة البيئة المدرسية، ومساعدة الطلبة المحتاجين، وكفاءة المعلمين، والدروس الخصوصية، وتعارض الدوام المدرسي مع وقت الأندية الرياضية، ومكافأة المعلمين.

وأجاب الوكيل المساعد عن أسئلة الحضور، ومما جاء في رده أن الوزارة تضاعف الجهود من أجل تطوير المناهج ضمن برنامج تحسين أداء المدارس، فيما عمدت إلى تحسين وتهيئة البيئة المدرسية استجابةً لمتطلبات هذا البرنامج، حيث خصصت لهذا الغرض (٣) ملايين دينار، وقد تم في هذا الشأن تغيير المكيفات في جميع المدارس الثانوية، وسيتم إنشاء مظلات ذات مقاس (١٠م ١٠ٍّم)، بمعدل مظلة واحدة في المدارس التي توجد فيها صالة رياضية ومظلتين في المدارس التي لا توجد فيها صالة رياضية، وستتم زيادة عدد مبردات مياه الشرب والدورات الصحية مع توفير صيانة مستمرة لها، ويأتي ذلك ضمن تعهدات الوزارة بتطبيق شعار (الجودة في الحياة المدرسية) وذلك ضمن إمكانياتها المتاحة، وبالنسبة إلى الطلبة المحتاجين فإنه يتم توفير الدعم الممكن لهم ضمن الإمكانيات المتاحة، وبشأن كفاءة المعلمين أكد أنه يجري حاليا استكمال برنامج تدريبي سيستفيد منه (٣) آلاف من القيادات المدرسية والمعلمين حول التوظيف الأمثل للوقت المدرسي والإدارة الصفية الحديثة، الأمر الذي سيقلل الحاجة إلى الدروس الخصوصية، وأوضح أن الوزارة سوف تستحدث ١٣ ناديا مدرسيا في جميع المحافظات: تكون مفتوحة في الفترة المسائية لخدمة الطلبة، وتوفر برامج وأنشطة تعزيزية للعملية التعليمية مثل دروس التقوية ودروس الحاسوب والأنشطة الرياضية والثقافية، كما تلتزم الوزارة بتوفير المواصلات للطلبة الراغبين في الانضمام إلى هذه الأندية، فيما أشار إلى برنامج مستقبلي للتعاون والتنسيق بين الوزارة والأندية الرياضية سيكشف عن تفاصيله في حينه، وبالنسبة إلى مكافأة المعلمين أوضح أنه سيتم إعطاء تعويض منصف للذين سيعملون خلال فترة التمديد ضمن باقة من المعايير المحددة التي يجب توافرها فيمن يستحق الحصول على المكافأة، وهي ترتبط بالنصاب والانضباط والعمل، بالإضافة إلى أن المعلم مطالب بحضور الدورات التدريبية التي يجب أن يجتازها ضمن برنامج تحسين أداء المدارس، والتي سينفذ جزء منها أثناء الدوام المدرسي.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة