المسرح هو أحد أوجه الحركة الثقافية في أي بلد، في المسرح يمتزج الفن بالكلمة، والتمثيل بالقدرة على تجسيد فكرة المسرحية من خلال أداء الممثلين وأدوارهم لتوصيل الفكرة إلى جمهور متعطش للاستماع بآذان صاغية ويشاهد بأعين بصيرة لعمل فني، يتوقع ان يكون راقيا، يصور قضايا ومآسي ومعاناة فرد أو فئة من الناس بشكل بسيط ومفهوم، يمتزج فيه الجد بالطرافة والحكمة بالهزل.

ومسرح الريف هو أحد المسارح الحديثة التي تأسست في البحرين حديثا في ١٨ مايو ٢٠٠٥، وتضاعف عدد أعضائه خلال السنوات الست الماضية، ووصل إلى أكثر من ٩٠ عضوا، حصلت فيه انتخابات لإدارته الجديدة في نهاية ديسمبر ٢٠١١، وأعيد انتخاب (علي سلمان) لرئاسة مسرح الريف لدورة ثانية، ويبدو من شخصيته، الحماس الممزوج بالخبرة الإدارية، فهو ممثل مسرحي، وعليه، التقته «أخبار الخليج»، وخرجت معه بالحوار التالي:

* تم انتخابكم مرة ثانية لرئاسة مسرح الريف، فهل بدأتم الاجتماعات الإدارية؟ وكم عدد اللجان بالمسرح؟

فأجاب: نعم بدأنا اللقاءات الإدارية منذ أسبوعين تقريبا، وعليه استهلت اللجان اجتماعاتها الخمسة، وهذه اللجان هي: الثقافية، التدريب والتطوير، الانتاج، العلاقات العامة والإعلام، وأضاف ان هذه اللجان هي الفاعلة وهي التي يعتمد عليها عمل المسرح، ومن خلالها تدرس الإدارة ما يرفع لها من خطط وبرامج وتصورات تقرها أولا اللجان.

* هل بدأ العمل في اللجان؟

بدأت اللجان أعمالها، وسبقتها جلسات فردية للتخطيط، تلاها تخطيط جماعي لوضع خطة سنوية تشمل البرنامج والميزانية مدة عام كامل، وعليه، أستطيع القول إن خطة عمل المسرح مدة عام كامل وضعت ولم يبق إلا شيء بسيط يستكمل في الايام القليلة القادمة.

* ما العمل المميز في خطة مسرح الريف لهذا العام؟

في مايو من كل عام، يبدأ مهرجان الريف للمسرح، وأستطيع القول إنه سيكون مغايرا عن الأعوام السابقة حيث اتخذنا قرارا بهذا الخصوص.

* فرضتم على من يود ترشيح نفسه عضوا إداريا، ان يقدم برنامج عمله مع ترشيحه، فماذا كان الهدف من ذلك؟

فرضنا هذا الامر ليعرف المتقدم بترشيح نفسه ان الأمر جادا، فكيف ينوي الدخول في الوقت الذي ليس لديه خطة عمل في لجنة معينة، أو خطة لتطوير المسرح بشكل عام سواء في الإنتاج أو التدريب أو الإعلام وغيرها من أوجه العمل والتطوير، إذًا بهذا الشرط، تحققنا بان عضو الجمعية العمومية هو العنصر الفاعل والمخطط لبرامج المسرح.

وأوضح المزيد من الإجابة عن هذا السؤال، بالقول: «ان أي مؤسسة تريد ان تتقدم، عليها أن تتلمس الطريق الصحيح منذ بداية التأسيس»، وهنا في مسرح الريف، بدأنا بهذا الشرط ليشارك العضو المتقدم للترشيح في تلمس الادارة لأهداف المسرح من خلال عمل تطوعي وبميزانية محدودة تضع الأسس لتراكم تجارب فنية وإدارية مع مرور الزمن.

* هل ستشاركون في برامج (المنامة عاصمة الثقافة العربية ٢٠١٢)؟

واصل رئيس مسرح الريف بابتسامته المعهودة القول: مشروع مسرح الريف السنوي هو مهرجان الريف المسرحي، ونقيمه عادة في مايو من كل سنة، وقد ابلغنا وزارة الثقافة هذا العام اننا نريد المشاركة في (المنامة عاصمة الثقافة العربية)، ونريد ان يكون مهرجاننا المسرحي تحت رعاية وزارة الثقافة حيث أبدى حتى هذه اللحظة ٥٠ عضوا استعدادهم للمشاركة فيه هذا العام.

وتابع: نطلب موافقة الوزارة حول هذا الخصوص، وأملنا كبير في ان ينال طلبنا التشجيع من لدن الشيخة مي بنت محمد وزيرة الثقافة، والمعروف عنها حبها ودعمها للأعمال الثقافية في البلاد مشيرا إلى أن النية لدى إدارة المسرح هي إدخال أمور إضافية ليرتقي المسرح البحريني في العطاء والإنتاج والتقديم، آملين أن ما يعرض من مادة ثقافية تكون بمستوى الحدث ذاته والمناسبة ذاتها.

* وهل من مشاركات أخرى؟

أشاح بوجهه إلى أمام، قائلا: نعم، لدينا مشاركة في الملتقى الوطني الاجتماعي، وهذا الملتقى عبارة عن تجمع لعدد من شخصيات البحرين، قام على عاتقهم (مشروع تحييد الحراك السياسي عن الحراك الاجتماعي، حتى لا تبتلى البلاد بالفتنة الطائفية)، ونحن كعضو في هذا الملتقى، ننوي تقديم عرض مسرح كوميدي من تأليف وإخراج (محمد حمزة) يجوب المحافظات إن شاء الله، ونأمل أن ينجح هذا العمل من خلال التنسيق مع الملتقى.

* وماذا عن مشاركتكم (المسرح الحر) في الأردن؟

قال: نتطلع هذا العام الى ان نشارك إخواننا في المسرح الحر بالأردن من خلال المشاركة في فعاليات «ليالي عمان» التي تقام عادة في شهر مايو من كل عام، وقد وضعنا نصب أعيننا أنه في حالة دعوتنا سنشارك بمسرحية الشريط، والشريط هو عمل مسرحي يتناول فصوله «قضايا الثقافة، وما يعانيه المثقف في الوطن العربي من خلال فكرة تولي مدير مسئولية صالة ثقافية في الوقت الذي هو ليس في مستوى المسئولية».

* وطلبنا منه أن يوجه رسالة إلى الجمهور من مسئولين وقراء.

فقال: أدعو جميع الجهات في مملكة البحرين سواء كانت رسمية أو أهلية أن يمدوا يد العون والمساعدة لمسرح الريف لكونه يمثل جهة ثقافية منفتحة، ويريد ان يخدم المجتمع البحرين وخاصة الحركة الثقافية من خلال الارتقاء بالعمل المسرحي في البحرين، مشددا على أنه بهذا الدعم يحقق مسرح الريف تطلعاته الى ان يكون نبراسا للثقافة الوطنية في مملكة البحرين.

كما كان لـ«أخبار الخليج» لقاء جانبي مع الأمين المالي (جاسم العالي) الذي تم اختيار عمله من قبل الإدارة للمشاركة في مهرجان (المسرح الحر) في الاردن من خلال مسرحية (الشريط)، وطلبنا منه موجزا عن هذه المسرحية وفكرتها؟ فقال: هذه المسرحية نالت جائزة أفضل ممثل من قبل وزارة الثقافة العام الماضي وطلبت لعرضها في كل السعودية في كل من الدمام والإحساء، وتدور حول عدم اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، وما ينتج عن ذلك من سلبيات تعوق تقدم حركة المجتمع.

وكشف ان لدي عمل آخر، هو مسرحية (السلسلة)، وهي مسرحية تدورقصتها حول علاقة الأب بالبنت، وكيف يتسلط الأب عليها، وذكر أنها من أعمال زهرة المنصور وإخراجه، مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية تأكيد أن الشاب أو الشابة هما بأمس الحاجة إلى الرعاية والحضانة، مختتما اللقاء بتأكيد أهمية القراءة في صقل الموهبة والشخصية الفنية والأدبية، مشيرا في هذا الصدد إلى نصيحة (الفنان خليفة العوفي) له حينما سأله يوما عن كيفية تطوير ذاته، فقال له: «القراءة.. القراءة.. القراءة، وان قليلا من المعرفة لا تضر».